للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)، ثُم يُلقِّنُها الشَّهاداتِ الأربعَ -وفيها ما مرَّ- ولَفْظُها: "أَشْهدُ باللَّهِ أنَّ فُلانًا -وفِي التَمييزِ (٢) والإشَارةِ مَا سَبقَ- لَمِنَ الكاذِبِينَ فيما رَمانِي به مِن الزِّنَى" أوْ تَذكُرُ ما يَقتضِيه الحالُ في غَيرِه.

فإذا فَرغَتْ مِنَ الأرْبعِ قال في "الأُمِّ" (٣): وقَّفَها الإمَامُ، وذكَّرَها اللَّهَ تعالى، وقالَ لها: "احذَرِي أَنْ تَبوئِي بِغَضبِ اللَّه عز وجل إنْ لَمْ تَكونِي صَادقةً في أَيمانِكِ".

زاد في مَوضعٍ آخَرَ مِن "الأُمِّ" (٤): "فإنَّ قَولَكِ عليَّ (٥) غَضَبُ اللَّه يُوجِبُ عليكِ غضبَ اللَّهِ إنْ كُنتِ كاذِبةً".

فإنْ رَآها تَمضِي وحَضَرَتَها (٦) امْرأةٌ أَمَرَهَا أَنْ تَضعَ يَدَها على فِيها، وإنْ لمْ يَحضرْها ورَآها تَمضي قال لها قُولِي: "وعليَّ غَضبُ اللَّهِ إنْ كان مِن الصادقِينَ فيمَا رَمانِي به مِن الزِّنى" هذا نصُّه.

وفِي غيرِ الزِّنى يَذكُرُ ما يَقتضِيه الحالُ.


(١) رواه مسلم في "صحيحه" (١٤٩٥) في كتاب اللعان من حديث ابن عباس قال: فنزلت آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} هذه الآيات فابتلى به ذلك الرجل من بين الناس، فجاء هو وامرأته إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات باللَّه إنه لمن الصادقين، ثم لعن الخامسة أن لعنة اللَّه عليه إن كان من الكاذبين، فذهبت لتلعن، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مه".
(٢) في (ل): "اليمين".
(٣) "كتاب الأم" (٥/ ٢٩١).
(٤) "كتاب الأم" (٥/ ١٢٤).
(٥) "على" سقط من (ل).
(٦) في (أ، ب): "وحضرها".

<<  <  ج: ص:  >  >>