للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا فَرغَتْ قال الحاكِمُ: "اللَّهُ يَعلمُ أنَّ أَحدَكما كاذبٌ، فهَلْ مِنكُمَا مِن تَائبٍ؟ "، يَذكُرُ ذلك ثَلاثًا، كمَا ثَبتَ في "صحيح البخاري" (١)، ويَقولُ: "حِسابُكما على اللَّهِ، أحدُكما كاذِبٌ".

ولو قال: "فهَلْ (٢) مِن تَائبٍ؟ " كان حَسنًا (٣).

ولا يُحتاجُ بعد ذلك إلى حُكْمِ الحاكِمِ (٤) بالتَّفريقِ بيْنَهُما، فالفُرقةُ قدْ وقَعتْ بِلِعانِ الزَّوجِ.

وتَنفُذُ بَاطنًا -وإن كان كاذبًا- على الأصحِّ، وما وقَعَ في "الروضة" (٥) تَبَعًا للشرحِ في القَضاءِ مِنْ قَولِه: "حُكْمُ القاضِي يَكونُ إِنشاءً كالتَّفريقِ بَيْنَ المُتلاعِنَينِ" وَهْمٌ.

ويُسَنُّ التَّغليظُ في اللِّعانِ بالزَّمانِ: كـ "بعد العصر" و"يوم الجمعة"، وبالمَكانِ (٦)، فبِمكةَ للْمُسلمينَ: "بيْنَ (٧) الحَجرِ الأسْوَدِ والمَقامِ"، وفِي المَدينةِ: "عند المنبر" وقيل: عليه (٨)، ورَجَّحُوه.

وتُلاعِنُ الحائِضُ ببَابِ المَسجدِ، وكذلك مَنْ يُخافُ مِنْ دُخولِه أن


(١) رواه البخاري في "صحيحه" (برقم ٤٤٧٠).
(٢) في (ب): "هل".
(٣) في (ب): "لكان حشًا".
(٤) في (ل): "حاكم".
(٥) "الروضة" (١١/ ١٥٣).
(٦) في (أ، ب): "والمكان".
(٧) في (ل): "من".
(٨) في (ل): "عكسه".

<<  <  ج: ص:  >  >>