للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيادة ونقصان (١) ونقل). والمجاز: (ما لا ينتظم لفظه معناه إما بزيادة (٢) أو نقصان أو نقل) وهو خطأ لأن المجاز بالزيادة والنقصان للنقل إلى موضوع آخر معنى وإعرابًا. أما معنى فلأن قوله: ليس كمثله شيء {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} لنفي مثل المثل وسؤال القرية وقد نقلا إلى نفي المثل وسؤال أهل القرية. وأما إعرابًا فلأنهما ما لم يغيرا إعراب الباقي لم يكونا مجازين كقولهم: جاءني (٣) زيد وعمرو، وقال (٤) ثانيًا الحقيقة: "ما أفيد بها ما وضعت له" والمجاز: "ما أفيد به غير ما وضع له".

وقال ابن جني (٥): الحقيقة ما أقرت في الاستعمال على أصل وضعها في اللغة والمجاز بضده (٦) وهما متقاربان.

وقال عبد القاهر النحوي (٧): (الحقيقة كل كلمةٍ أريد بها ما وقعت له في وضع واضعها وقوعًا لا يستند فيه إلى غيره) والمجاز: (كل كلمة أريد بها


= طبقات الشيرازي ١٤٣، الفهرست ٢٩٤، كشف الظنون ٥/ ٣٠٧، طبقات المعتزلة ص ٣٢٥.
(١) وفي "ب" أو نقصان أو نقل.
(٢) وفي "جـ، د" لزيارة.
(٣) وفي "أ" جاء زيد.
(٤) أبو عبد الله البصري: وقد بيَّن الرازي بطلان تعريف أبي عبد الله هذا لأنه يدخل في الحقيقة ما ليس منها، كلفظة الدابة إذا استعملت في النملة، فقد أفيد بها ما وضعت له في أصل اللغة، مع أنها بالنسبة للوضع العرفي "مجاز" فبذلك يكون قد دخل المجاز العرفي في حد الحقيقة. ولم ينبه الأرموي رحمه الله على فساد هذا التعريف.
(٥) هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي ولد بالموصل عام ٣٣٠ هـ له الخصائص وسر
الصناعة واللمع والتبصرة والمنصف توفي عام ٣٩٢ هـ ترجم له وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٦، مرآة
الجنان ٢/ ٤٤٥، مفتاح السعادة ١/ ١٣٥، معجم الأدباء ٥/ ١٥، معجم المؤلفين ٦/ ٢٥١.
(٦) وقد بيَّن الرازي ضعف تعريف ابن جني حيث أورد عليه أنه غير جامع حيث يخرج عن حد الحقيقة "الحقيقة الشرعية والحقيقة العرفية" وهما داخلان في حد المجاز عنده.
(٧) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن المكنى بأبي بكر الجرجاني النحوي المتكلم على مذهب الأشعري الفقيه الشافعي. كان من كبار أئمة العربية والبيان وله من المصنفات كتابي المغني والمقتصد في شرح الإيضاح. ودلائل الإعجاز توفي عام ٤٧٤ هـ على خلاف في ذلك.
ترجم له: فوات الوفيات ١/ ٦١٢، كشف الظنون ١/ ٦٠٢، طبقات الأسنوي ٢/ ٤٩١، طبقات ابن السبكي ٥/ ١٤٩، بغية الوعاة ٢/ ١٠٦، مرآة الجنان ٣/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>