للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"المسألة السادسة" (١)

المجاز المركب عقلي كقوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (٢) وقوله تعالى: {مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} (٣) إذ الإِخراج والانبات مستندان إلى الله تعالى، وهوحكمٌ عقلي. فنقله نقل لحكم عقلي لا للفظ لغوي.

ولا يقال (٤): جاز أن يكون لفظ أخرج موضوعًا لصدور الخروج عن القادر فاستعماله في غيره يكون مجازًا لغوياً. لأن (٥) أمثلة الأفعال لو دلت على خصوصية المؤثر لكان لفظ أخرج خبرًا تامًا (٦). وقولنا أخرجه القادر تكرارًا. سلمنا: لكنها لا تدل على تعين القادر. وإلا لزم الاشتراك بحسب

كل قادرٍ فإذا أضيف إلى غير القادر الذي صدر عنه (٧) لا يكون التعبير واقعًا في مفردات الألفاظ بل في الإِسناد. ثم القرائن الحالية أو المقالية يتميز هذا المجاز عن الكذب.

" المسألة السابعة" (٨)

جاز دخول المجاز في الكتاب والسنّة كما في قوله تعالى: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} (٩) وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} (١٠). ومنع منه أبو بكر الأصفهاني (١١) محتجًا بأمور:


(١) سقط من"ب" السادسة.
(٢) [الزلزلة: ٢].
(٣) [البقرة: ٦١].
(٤) وفي "ب" فإن قلت بدل لا يقال.
(٥) وفي "ب" قلت بدل لأن.
(٦) وفي "ب" (واقعًا لا في مفردات) بدل تامًا.
(٧) سقط "لا" من "ب، د".
(٨) سقط من"ب" السابعة.
(٩) [الكهف: ٧٧].
(١٠) [الفجر: ٢٣] وهذه الآية لا مجاز فيها بل يجيء الله جل شأنه مجيئًا يليق بجلاله سبحانه.
(١١) أبو بكر الأصفهاني: هو أبو بكر محمد بن داود بن علي المولود عام ٢٥٥ هـ والمتوفى شابًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>