للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج (١): بأن حملُه على العموم حملٌ له على جميع حقائقه.

وجوابه: أنه (٢) لا حقيقة له إلا القدر المشترك، لكن الثلاثة لا بد منها فتعينها لذلك.

" المسألة الثامنة"

قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (٣). لا ينفي استواءهما من كل وجهٍ لأن نفي الاستواء أعم من نفيه من كل وجه ومن نفيه من وجه (٤)، ولأن قولنا يستويان يعتبر فيه الكل (٥) وإلا لصدق على كل شيئين أنهما يستويان، لاستوائهما في المعلومية والمذكورية ونفي ما عداهما عنهما وغير ذلك. وقولنا لا يستويان نقيضه (٦) ونقيض الكلي جزئي.

ولقائل أن يقول: كل من الوجهين متعارض ولا يتفصى (٧) عنه إلا بأن يعتبر في تناقض قولنا يستويان. وقولنا لا يستويان وحده ما فيه الاستواء.

وأيضاً لما وجب استواء كل شيئين. من وجه كفى ذلك في عدم نفي (٨) قولنا: لايستويان الاستواء من كل (٩) وجه.


(١) أي الجبائي.
(٢) سقط من "جـ" "أنه" وفي "أ" (وجواب أنه) بدل (وجوابه).
(٣) [الحشر: ٢٠].
(٤) سقط من (جـ) من وجه.
(٥) وفي "أ، ب" الكلي.
(٦) وفي "أ" يقتضيه ومقتضى.
(٧) وفي "أ، د" ولا ينقضي.
(٨) سقط من "أ" نفي.
(٩) خلاصة اعتراض القاضي الأرموي رحمه الله. أن قولنا يستويان وقولنا لا يستويان متعارض، فمن حيث أن قولنا يستويان يعتبر فيه الاستواء من كل وجهٍ، وإلا لو اشترك شيئان في المعلومية سُميا متساويين، وقولنا لا يستويان أيضاً لا يصح أن يكون وارداً على السلب من كل وجه، لكونهما يستويان في بعض الأشياء العامة فمثلاً: الجنة والنار لا تستويان، ولكنهما مستويتان
لكونهما مخلوقتين. فالاستواء من كل وجهٍ محال؛ ولهذا بنبغي أن يكون الاستواء فيما فيه الاستواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>