للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" الفصل التاسع"

" في كيفية الاستدلال بالخطاب" وفيه مسائل

" المسألة الأولى"

لا يجوز أن يرد في القرآن والأخبار ما لا يفهم خلافًا للحشوية (١). إذ التكلم به هذيان وهو نقص. ولأن وصف القرآن بكونه هدى وشفاء وبيانًا ينفيه.

احتجوا بأمور:

أ- إنَّ الحروف التي في أوائل السور. وقوله تعالى: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} (٢) وقوله تعالى: {عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (٣) وما شابهه لا يفيد شيئًا.

ب- يجب الوقف على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ الله} (٤) وإلاّ لعاد الضمير في قوله تعالى: {يَقُولُونَ آمَنَّا} إلى الله تعالى وللراسخين.

وأنه محال وحينئذ لا يعلم تأويل المتشابهات.

جـ- إنه تعالى خاطب الفُرس بالعربية ولا إفهام.


(١) اختلف في سبب تسمية هذه الطائفة بهذا الاسم، فقيل لأنهم يدخلون الأحاديث التي لا أصل لها مع أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقيل سموا بذلك لأنهم مجسمة. وقيل: لأن الحسن البَصْرِيّ قال ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة لأنهم كانوا مخالفين ويتكلمون بكلام ساقط. وقيل: لأنهم
كانوا يقولون عن أهل الحديث حشوية وقيل: لأنهم يتهمون القرآن والسنة أنهما مملوءان بما لا يفهم من الحشو كما يظهر ذلك من قولهم هنا. وخلاصة الكلام إنهم فئة ضالة زائفة. (انظر التذكرة التيمورية ١٤٨)، والحور العين ٢٠٤.
(٢) [الصافات: ٦٥].
(٣) [البقرة: ١٩٦].
(٤) [آل عمران: ٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>