للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" الثاني: الإيماء" وهو أنواع:

أ- تعليق الحكم بالوصف (١). فإن كان بالفاء فقد يدخل على الوصف المتأخر، كقوله عليه السلام: "لا تقربوه طيبًا فإنَّه يبعث (٢) يوم القيامة ملبيًا" (٣). وقد تدخل على الحكم المتأخر إما في كلام الشارع كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (٤). وإما في كلام الراوي كقوله: (سهى رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسجد) (٥)، والثاني أقوى الكل إذ إشعار

العلة بالمعلول أقوى من العكس، والثالث أضعفه.

ثم ترتب الحكم على الوصف يشعر بعليته خلافًا لقوم في غير المناسب (٦).

لنا:

أ- أنَّه يقبح أن يقال: أكرم الجاهل وأهن العالم، والموجود إما نفي أمره بإكرام الجاهل، أو هو مانعيَّة الجهل منه أو مع جعل الجهل علة له. والجاهل قد يحسن إكرامه لنسبٍ أو شجاعةٍ أو غيرهما، فلم يقبح الأول ولم يوجد الثاني فتعين الثالث. وإذا ثبت في هذه الصورة فكذا في غيرها دفعًا للاشتراك عن التركيب.

ب- الحكم لا بد له من (٧) علة، إذ الفعل بدون الداعي عبث ولم يوجد غير هذا الوصف بالأصل.


(١) وفي "ب، جـ، د" بالوصف المتأخر بحرف الفاء.
(٢) في "ب، جـ، د، هـ" يحشر والموافق للحديث حسب ما وجدته يبعث.
(٣) أخرجه مسلم والنَّسائيّ وابن ماجه من حديث ابن عباس: (أن رجلًا أوقعته راحلته وهو محرم فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اغسلوه بماءٍ وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه طيبًا ولا تخمروا رأسه ولا وجهه فإنَّه يبعث يوم القيامة ملبيًا) نصب الراية ٣/ ٢٨.
(٤) [المائدة: ٣٨].
(٥) بهذا اللفظ لم أعثر عليه ولكن في البُخَارِيّ ذكر السهو ثم عقب عليه بقوله فسجد. (فتح الباري ٣/ ٩٢).
(٦) سقط من "أ" (في غير المناسب).
(٧) سقط من "ب" (من علة).

<<  <  ج: ص:  >  >>