للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوابهما: أنهما كقوله عليه السَّلام: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" (١). وهو لا يفيد أن قولَ كلِّ واحدٍ حجةٌ.

" المسألة السادسة"

إجماع الصّحابة مع مخالفة من لحقهم من التّابعين ليس بحجة خلافًا لبعضهم.

لنا: أن الصّحابة رجعوا إلى قول (٢) التّابعين. سئل ابن عمر (٣) عن فريضة فقال: سلوها سعيد بن جبيرِ (٤) فإنَّه أعلم بها. وربما سئل أنس (٥) عن شيء فقال: سلوا مولانا الحسن (٦) فإنَّه سمع وسمعنا وحفظ ونسينا. وسئل


= وابن حزم وأبو حاتم، وخرجه التِّرمذيُّ والروياني وابن عدي من طرفي أخرى وصححه السيوطي. فيض القدير ٢/ ٥٧، الفتح الكبير ١/ ٢١٥.
(١) تقدم تخريج الحديث في صفحة (٢/ ٦١) من هذا الكتاب.
(٢) سقط من "ب" قول.
(٣) سقط من "أ، هـ" عن.
(٤) هو سعيد بن جبير الأسدي بالولاء الكوفيِّ أبو عبد الله تابعي، ولد عام ٤٥ هـ، وتوفي سنة ٩٥ هـ، أخذ العلم عن ابن عباس وابن عمر، خرج على عبد الملك بن مروان مع عبد الرحمن بن الأشعث، قتله الحجاج صبراً بواسط، له ترجمة في وفيات الأعيان ١/ ٢٠٤، طبقات ابن سعد ٦/ ١٧٨، تهذيب التهذيب ٤/ ١١، حلية الأولياء ٤/ ٢٧٢، الكامل ٤/ ٢٢٠، الطبري ٨/ ٩٣.
(٥) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد من بني عدي ابن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، قدم المدينة وهو ابن عمر سنين، حضر بدراً ولم يعد منهم لصغر سنه، خدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنين، ودعا له بأن يكثر ماله وولده، فدفن من صلبه ١٢٥ نفساً، وأرضه كانت تثمر في العام مرتين، ولد له ثمان وسبعون ولداً وبنتان، أقامٍ بالمدينة بعد وفاة الرسول، ثم سكن البصرة وتوفي بها بعد التسعين، وهو آخر الصّحابة موتاً ما عدا أبا الطفيل عامر بن واثلة.
الإصابة ١/ ٧٣، الاستيعاب ١/ ١٧٠.
(٦) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري أبو سعيد إمام التّابعين في البصرة، كان عالماً فقيهاً فصيحاً واعظاً شجاعًا ناسكاً. ولد بالمدينة وشب في كنف علي بن أبي طالب استكتبه والي خراسان ثم سكن البصرة، وكان يأمر الولاة وينهاهم لا يخاف في الحق لومة لائم، ومواقفه مع الحجاج مشهورة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>