للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" الأول: النص"

وذلك إما بالتصريح بالعلية كقوله: لعلة كذا أو من أَجل كذا، أو إدخال لفظ يفيد العلية وهو "اللام وإن والباء" قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١). وقال عليه السلام: "إنها من الطوافين" (٢). وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ} (٣) وبحصول الإِلصاق بين العلة والمعلول حسن استعمال الباء فيه.

فإن قلتَ: اللام ليس للعلية لدخولها على العلة. ولقوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ} (٤) وليست جهنم غرضًا (٥)، وقال الشاعرِ: لدوا للموت وابنوا للخراب (٦). ويقال: أصلي لله وليس ذات الله غرضًا. قلت: صرح أهل اللغة بأنها للعلية فالاستعمالات المذكورة مجازات.


= السبر والتقسيم اثنين كانت عنده تسعة، وأما الإمام في المحصول فكانت عنده عشرة مع اعتباره السبر والتقسيم واحدًا. وذلك لأنه ألحق بالتسعة عاشرة، وهي طرق لا تصلح أن يعرف بها العلة، وهذه الطرق أوردتها نسخ التحصيل تحت عنوان خاتمة فليتنبه لذلك.
(١) [الذاريات: ٥٦].
(٢) تقدم تخريج الحديث في صفحة (١/ ٤١٨) من هذا الكتاب.
(٣) [الحشر: ٤].
(٤) [الأعراف: ١٧٩].
(٥) سقط من "أ" سطر من (غرضًا إلى غرضًا).
(٦) أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة والزُّبير مرفوعًا من حديثٍ طويل، وفيه: وأن ملكًا بباب آخر في الجنة يقول: يَا أيها النَّاس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وأن ملكًا بباب آخر ينادي يَا ابن آدم: لدوا للموت وابنوا للخراب، ورواه أَيضًا البيهقي عن أبي حكيمً مولى الزُّبير وفي سنده ضعيفان وأبو حكيم مجهول. ورواه أبو نعيم عن أبي ذر موقوفًا. وأخرج الثعلبي في تفسيره عن كعب الْأَحبار بسندٍ واهٍ قال: صاح ورشان عند سليمان بن داود. فقال: أتدرون ما يقول هذا؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب فذكر قصة طويلة. وأخرج أَحْمد في الزهد عن عبد الواحد بن زياد أن عيسى ابن مريم قال: (يا بني آدم لدوا للموت وابنوا للخراب تفنى نفوسكم وتبلى دياركم).
كشف الخفا ٢/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>