للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدباء لحنوا أكابر شعراء الجاهلية كما يشهد به كتاب الوساطة (١) بين المتنبي (٢) وخصومه الذي صنفه الجرجاني (٣).

أما الثاني: فلأن غايته عدم الوجدان الذي (٤) لا يفيد إلَّا ظن العدم.

ولا شك أن المبني على المظنون مظنون. والِإنصاف إفادة (٥) اليقين تتوقف على القرائن مشاهدة كانت أو معلومة بالتواتر.

" المسألة الرابعة"

الخطاب إن استقل بالِإفادة بلفظه (٦) حمل أولًا على الحقيقة الشرعية.

ثم العرفية ثم اللغوية ثم المجاز. ويجب على كل طائفة حمله على ما يتعارف لئلا يخاطب بما يعني به غير ظاهره بلا قرينة. وإن استقل بها بمعناه فهي (٧) أقسام الدلالة الالتزامية التي سبقت وإن لم يستقل فالمضموم إليه قد يكون نصًا وهو قسمان:

أ- أن يفيد أحدهما إحدى (٨) المقدمتين والآخر الأخرى كقوله تعالى:


(١) الوساطة: كتاب مطبوع. ذكر المصنف فيه بعض ما خطأ به الشعراء والأدباء بعضهم.
(٢) هو أَحْمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكُوفيّ الكندي أبو الطب المتنبي الشَّاعر الحكيم ولد بالكوفة ونشأ بالشام. تنبأ في بادية السماوية ثم سجنه أمير حمص وخرج من السجن بعد أن تاب. مدح سيف الدولة الحمداني وحظي عنده ثم مضى لمصر فمدح كافور الأخشيدي. ولما لم يظفر عنده بولاية هجاه وتجول في البلاد ثم قتل في أسفاره قرب دير العاقول. سنة ٣٥٤ هـ وألف عن المتنبي كتب كثيرة كما له ديوان مطبوع. انظر ترجمته.
وفيات الأعيان ١/ ٣٦، معاهد التنصيص ١/ ٢٧، لسان الميزان ١/ ٢٥٩، تاريخ بغداد ٤/ ١٠٢، المنتظم ٧/ ٢٤، الأعلام ١/ ١١١.
(٣) والجرجاني هو أبو الحسن علي بن عبد العزيز شاعر وفقيه متوفى عام ٣٦٦ هـ ترجم له في مقدمة كتابه الوساطة من ٤ - ٨ مرآة الجنان ٢/ ٣٦٨، طبقات الشيرازي ١١/ ١٠١، وفيات
الأعيان ١/ ٤٦١، طبقات الأسنوي ١/ ٣٤٨، شذرات الذهب ٣/ ٥٦.
(٤) سقط من"ب، د" الذي.
(٥) وفي "هـ" إن إفادته لليقين.
(٦) وفي "أ، د" بلفظ.
(٧) وفي "ب" وهي.
(٨) وفي "أ، د" أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>