للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د- استدل الكل بالاستعمال على الحقيقة. قال ابن عباس (١) رضي الله عنه: ما كنت أعرف معنى الفاطر حتى اختصم إلى شخصان في بئر فقال أحدهما: (فطرها أبي. أي اخترعها) (٢).

وقال الأصمعي (٣): ما كنت أعرف الدَّهاق حتى سمعت جاريةً تقول: (إسقني دهاقًا) أي ملآنًا.

هـ - لولا (٤) أن الأصل هو الحقيقة لما فهم المراد دون الاستفهام. إذ الأصل ليس هو المجاز وفاقًا.

" فروع" (٥)

الأول: إذا دار اللفظ بين الحقيقة المرجوحة والمجاز الراجح فالأول أولى عند أبي حنيفة (٦) والثاني عند أبي يوسف (٧). وقيل يستويان فرجحان كل منهما على الآخر من وجه.


(١) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القُرشي الهاشمي يكنى أبا العباس ويلقب بحبر الأمة. ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات خرج للطائف بأمر ابن الزبير. دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفقه في الدين وكان يدعى ترجمان القرآن وينسب له تفسير
مطبوع. شهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين ونهروان. فَقَد بصره في آخر حياته.
وتوفي سنة ٦٨ هـ بالطائف. (الاستيعاب ص ٩٣٣).
(٢) انظر تفصيل القصة في تفسير الإمام الرازي ٤/ ١٦.
(٣) هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أجمع ويكنى بأبي سعيد الباهلي البصري. وكان إمامًا في اللغة والنحو والأخبار والنوادر والمُلح والغرائب. مات بالبصرة من ٢١٣ - ٢١٧ هـ له ترجمة في اللباب ١/ ٥٦، أخبار النحويين للسيرافي ٥٨، إنباه الرواة ٢/ ١٩٧، ابن خلكان ٣/ ١٧٠، مرآة الجنان ٢/ ٦٤، الفهرست ٨٢، مراتب النحويين ٤٦.
(٤) سقط من (ب، جـ، د) أن.
(٥) ذكر الإِمام الرازي هذه الفروع في مسائل تحت قسم منفصل سماه (المباحث المشتركة بين الحقيقة والمجاز).
(٦) هو الإِمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت أحد الأئمة الأربعة وهو غني عن التعريف كتب في مناقبه مصنفات. توفي ببغداد عام ١٥٠ هـ، ترجم له وفيات الأعيان ٥/ ٤٠٥، تاريخ الإِسلام الذهبي ٦/ ٣٢، الفهرست ٢٨٤، ابن الأثير ٥/ ٢٣٩، ابن كثير ١٠/ ١٢٧، النجوم الزاهرة ٢/ ١٢، مفتاح السعادة ٢/ ٦٣.
(٧) هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي الحنفي قاضي القضاة، ولد عام ١١٣ هـ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>