للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

........... ليزيد (١) بن المهلب أمير خراسان والعراق:

أمرتك أمرًا جازمًا فعصيتني ... فأصبحت مسلوبَ الِإمارةِ نادما

ولا الاستعلاء خلافًا لأبي الحسين البَصْرِيّ لما يقال في العرف "فلانٌ أمرَ فلانًا" على وجه (٢) الرفق واللين "نعم لو بالغ في التواضع لا يسمى أمرًا عرفًا وإن سُمي لغةً".

احتجوا: باستقباح العرف قول القائل: أمرت الأمير. قال أبو الحسين: اعتبار الاستعلاء أولى. فإن من قال لغيره استعلاء افعل يقال إنه أمره وإن كان أعلى رتبةً ولهذا يصفونه بالجهل والحمق.

الجواب: منع الاستقباح.


= موجود في تاريخ الطبري فوجدته أَيضًا فيه في ٦/ ٣٩٦ وقد صحف اسمه للحضين بالصاد المنقوطة.
والحصين بن المنذر الذُّهليّ الرَّقاشيّ من أهل البصرة. حاملُ رايةِ بكر بن وائل في معركة صفين وكان مع جيش علي وكان في شبابه حينذاك ثم أصبح شريفًا في قومه وكان يكني نفسه في الحرب بأبي ساسان وكنيته الحقيقية أبو حفص وهذا البيت مع بيت آخر لا ثالثَ لهما قالهما ليزيد بن المهلب لما أمره الحجاج بترك البصرة بإيعاز من عبد الملك عام ٨٥ هـ.
فاستشار يزيد الحصين فقال له:
أمرتك أمرأ جازمًا فعصيتني ... فأصبحتَ مسلوبَ الإمارةِ نادما
فما أنا بالباكي عليْك صبابةً ... وما أنا بالداعي لترجعَ سالما
(١) يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأَزدِيّ. أبو خالد أمير من القادة الشجعان. ولد عام ٥٣ هـ وولي خراسان بعد وفاة والده المهلب عام ٨٣ هـ فمكث حوالي ست سنوات ثم عزله عبد الملك بمشورة الحجاج بن يوسف ثم حبسه. قدم إلى الشام ولما أفضت الخلافة إلى سليمان بن عبد الملك ولاه العراق وخراسان فعاد إليها وفتح جرجان وطبرستان. ثم نقل إلى البصرة فبقي فيها إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فعزله في أموال أخذها وطلبه فجيء به للشام فحبسه بحلب ثم خرج من السجن بعد موت عمر رضي الله عنه ثم دخل البصرة وثبت حروب طويلة بينه وبين بني أمية انتهت بقتله بمكان يسمى الغفر بين واسط وبغداد وذلك عام ١٠٢ هـ وله ترجمة في: الأعلام ٩/ ٢٤٦، وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤، اليعقوبي ٣/ ٥٢، معجم ما استعجم ٩٥٠، خزانة الأدب ١/ ١٠٥، ابن الأثير ٥/ ٢٩، الطبري ٨/ ١٥١.
(٢) وفي "ب" على سبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>