للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل فعل الغير على وجه فعله وبرجوع الصحابة إلى أزواجه في قبلة الصائم (١) وإصباحه جنبًا (٢) وتزويجه ميمونة (٣) وهو حلال أو (٤) حرام.

والاعتراض على الأول: أنه لا يفيد العموم كقوله: لك في الدار ثوب حسن والتأسي به في الجملة واجب حيث قال عليه السلام: "صلوا كما رأيتموني أصلي". و"خذوا عني مناسككم" (٥). كيف؟ والآية وردت بصيغة الماضي. ولا يقال. لا يقال (٦) فلان أسوة فلان ما لم يقتد به في كل شيء إلَّا ما خصه الدليل لأنا نمنع ذلك. فإن من تعلم نوعًا من العلم من إنسان

يقال له في فلان أسوة حسنة. ويقال فلان أسوة فلان في كل شيء أو في بعض الأشياء.

وعلى الثاني: أن الأمر بالماهية لا يفيد العموم والتمسك بأشعار ترتب (٧) على الاسم منقوض بقول السيد لعبده (٨): اسقني، وقم، وغيره من النقوض الكثيرة وعلى الِإجماع (٩) ما مر.


(١) انظر تخريج حديث قبلة الصائم في هامش صفحة ١/ ٤٣٨.
(٢) إشارة لحديث عائشة وأم سلمة المتفق عليه (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصبح جنبًا من جماع أهله ثم يصوم، وزاد مسلم من حديث أم سلمة ولا يقضي). انظر تلخيص الحبير ٢/ ٢٠٢.
(٣) هي ميمونة بنت الحارث الهلالية أخت أم الفضل بن العباس، كان اسمها برة سماها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وأمها هند بنت عوف الحميرية. خطبها للرسول - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب، لأنها كانت عنده أختها من أمها وزوجها من الرسول - صلى الله عليه وسلم - العباسي، لأن أختها أم الفضل كانت عنده وأختلف في زواجها، هل كان والرسول محرمًا أو حلالًا والراجح أنه كان حلالًا. ماتت على الراجح سنة إحدى وخمسين قبل عائشة رضي الله عنها (الإصابة ٨/ ١٩٣، الاستيعاب ١٩١٨، نصب الراية ٣/ ١٧٠).
(٤) في "هـ" "أم" بدل "أو".
(٥) تقدم تخريج الحديثين في ص ١/ ٤١٩ من هذا الكتاب.
(٦) في "أ" (لا يقال لفلان أسوة فلان يقيد به).
(٧) في "هـ" ترتيب وهو خطأ إذ الفعل ترتب.
(٨) سقط من "ب" لعبده.
(٩) في "ب" الاجتماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>