للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى العراق أمثل ممن بقي كأبي هريرة (١). ثم هو محمول على من كره المقام بها إذ كراهة ذلك مع جوار الرسول عليه السَّلام ومسجده، وما ورد من الثناء على المقيم بها (٢) يدل على ضعف الدين. ثم هو (٣) مخصوص بزمان الرسول عليه السَّلام والمراد الكفار.

ثم إنه معارض بوجوه:

أ- أدلة (٤) الإجماع لا تفضل بين بلدةٍ وبلدة.

ب- المكان لا يؤثر في كون القول حجة.

جـ- قولهم لو كان (٥) حجةً فيها، لكان حجةً إذا خرجوا منها، كقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

والجواب عن:

أ (٦) - أن ظاهره أن ما هو خبث يخرج منها لا ما ذكرتم.

ب- جـ (٧) - أن التّقييد والتخصيص خلاف الأصل.


(١) أبو هريرة الدوسي: اختلف في اسمه واسم أبيه على نحو من أربعين قولاً. قال النووي أصحها أنَّه عبد الرحمن بن صخر. وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس أو عبد عمرو. كناه الرسول بأبي هريرة، لأنَّه حمل هرة في كمه. أسلم عام خيبر وشهدها. ثم لزم الرسول عليه الصَّلاة والسلام رغبة في العلم فكان يدور مع الرسول عليه الصَّلاة والسلام حيث دار. وكان من أحفظ أصحاب رسول الله وقد شهد له الرسول بالحرص على العلم، وقال لرسول الله إني سمعت منك حديثاً كثيرًا وأنا أخشى أن أنسى. فقال: ابسط رداءك. قال فبسطته فغرف بيديه فيه. ثم قال: ضمه إليك. فضممته فما نسيت شيئاً بعده. قال البُخاريّ روى عن أبي هريرة أكثر من ٨٠٠ صحابي وتابعي ولاه عمر على البحرين ثم عزله. توفي بالمدينة سنة ٥٧ هـ.
ولتخرس الألسنة التي تمتد لهذا الصحابي الجليل بالغمز واللمز، الاستيعاب ١٧٦٨، الإصابة ٧/ ١٩٩.
(٢) سقط من (ب، د) ومسجده وما ورد من الثّناء على المقيم بها.
(٣) سقط من (ب، د) ثم هو مخصوص بزمان الرسول عليه السَّلام.
(٤) سقط من "هـ" أدلة.
(٥) في (أ) (لو كان قوله) بدل (قولهم لو كان).
(٦) هذا جواب عن قوله: فإن قيل ظاهره أن من خرج منها كان خبيثاً، وهو باطل لخروج كثير من الصّحابة.
(٧) هذا جواب عن قوله: وأنه مخصوص بزمان الرسول وأنه خاص بالكفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>