للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعلته في دار طالوت، وفيه قصص كثيرة غير ثابتة فِيهِ سَكِينَةٌ قيل رمح فيه رأس ووجه كوجه الإنسان، وقيل طست من ذهب تغسل فيه قلوب الأنبياء وقيل رحمة، وقيل وقار وبقية قال ابن عباس: هي عصا موسى ورضاض الألواح، وقيل: العصا والنعلان وقيل:

ألواح من التوراة آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ يعني: أقاربهما، قال الزمخشري: يعني الأنبياء من بني إسرائيل، ويحتمل أن يريد موسى وهارون، وأقحم الأهل فَصَلَ طالُوتُ أي خرج من موضعه إلى الجهاد بِنَهَرٍ قيل هو نهر في فلسطين فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ الآية:

اختبر طاعتهم بمنعهم من الشرب باليد إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً رخص لهم في الغرفة باليد، وقرئ بفتح الغين وهو المصدر، وبضمها هو الاسم فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا قيل: كانوا ثمانين ألفا فشربوا منه كلهم إلّا ثلاثمائة وبضعة عشر: عدد أصحاب بدر، فأما من شرب فاشتد عليه العطش، وأما من لم يشرب فلم يعطش بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ كان كافرا عدوّا لهم وهو ملك العمالقة، يظنون أي يوقنون وهم أهل البصائر من أصحابه قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ كان داود في جند طالوت فقتل جالوت، فأعطاه الله ملك بني إسرائيل، وفي ذلك قصص كثيرة غير صحيحة وَالْحِكْمَةَ هنا النبوّة والزبور، وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ صنعة الدروع، ومنطق الطيور، وغير ذلك وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ الآية: منه على العباد بدفع بعضهم ببعض، وقرئ دفاع بالألف، ودفع بغير ألف، والمعنى متفق.

تِلْكَ الرُّسُلُ الإشارة إلى جماعتهم فَضَّلْنا نص في التفضيل في الجملة من غير تعيين مفضول: كقوله صلّى الله عليه واله وسلّم: «لا تخيروا بين الأنبياء» «١» ، «ولا تفضلوني على يونس بن متى» «٢» : فإنّ معناه النهي عن تعيين المفضول، لأنه تنقيص له،


(١) . رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري ج ٣ ص ٤٠.
(٢) . وجدت في مسند أحمد حديثا عن عبد الله بن جعفر وابن عباس ونصه: ما ينبغي لنبي أن يقول: إني خير من يونس بن متى.

<<  <  ج: ص:  >  >>