لله، ومعنى سكن: حل، فهو من السكنى، وقيل: هو من السكون وهو ضعيف لأن الأشياء منها ساكنة ومتحركة فلا يعم، والمقصود عموم ملكه تعالى لكل شيء
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا إقامة حجة على الكفار، ورد عليهم بصفات الله الكريم التي لا يشاركه غيره فيها أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ أي من هذه الأمة لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم سابق أمته إلى الإسلام وَلا تَكُونَنَّ في الكلام حذف تقديره وقيل لي: ولا تكونن من المشركين، أو يكون معطوفا على معنى أمرت فلا حذف وتقديره أمرت بالإسلام، ونهيت عن الإشراك مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ أي من يصرف عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه الله، وقرئ يصرف «١» بفتح الياء وفاعله الله وَذلِكَ إشارة إلى صرف العذاب أو إلى الرحمة وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ معنى يمسسك: يصبك، والضر: المرض وغيره على العموم في جميع المضرات، والخير: العافية وغيرها على العموم أيضا، والآية برهان على الوحدانية لانفراد الله تعالى بالضر والخير، وكذلك ما بعد هذا من الأوصاف براهين ورد على المشركين
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً سؤال يقتضي جوابا ينبني عليه المقصود، وفيه دليل على أن الله يقال فيه شيء لكن ليس كمثله شيء قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ يحتمل وجهين أحدهما أن يكون الله مبتدأ وشهيد خبره، والآخر أن يكون تمام الجواب عند قوله: قل الله، بمعنى أن الله أكبر شهادة، ثم يبتدئ على تقدير: هو شهيد بيني وبينكم، والأول أرجح لعدم الإضمار، والثاني أرجح لمطابقته للسؤال، لأنّ السؤال بمنزلة من يقول: من أكبر الناس؟ فيقال في الجواب، فلان وتقديره فلان أكبر، والمقصود بالكلام استشهاد بالله الذي هو أكبر شهادة على صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهادة الله بهذا هي علمه بصحة نبوة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإظهار معجزته الدالة على نبوّته وَمَنْ بَلَغَ عطف على ضمير المفعول في لأنذركم والفاعل ببلغ ضمير القرآن، والمفعول محذوف يعود على من تقديره: ومن بلغه والمعنى أوحى إليّ هذا القرآن لأنذر به المخاطبين، وهم أهل مكة، وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم إلى يوم القيامة، قال سعيد بن جبير: من بلغه القرآن فكأنما رأى سيدنا محمدا صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: المعنى ومن بلغ الحلم وهو بعيد أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ الآية: تقرير