ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ الآية: خطاب للمؤمنين، والمعنى ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين، ولكنه ميز هؤلاء من هؤلاء بما ظهر في غزوة أحد من الأقوال والأفعال، التي تدل على الإيمان أو على النفاق وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ أي ما كان الله ليطلعكم على ما في القلوب من الإيمان والنفاق، أو ما كان الله ليطلعكم على أنكم تغلبون أو تغلبون وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي أي يختار من رسله من يشاء فيطلعهم على ما شاء من غيبه الَّذِينَ يَبْخَلُونَ يمنعون الزكاة وغيرها هُوَ خَيْراً هو فضل وخيرا مفعول ثان، والأول محذوف تقديره: لا يحسبن البخل خيرا لهم سَيُطَوَّقُونَ أي يلزمون إثم ما بخلوا به، وقيل: يجعل ما بخلوا به حية يطوّقها في عنقه يوم القيامة لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ الآية: لما نزلت: من ذا الذي يقرض الله: قال بعض اليهود وهو فنحاص، أو حيي بن أخطب أو غيرهما: إنما يستقرض الفقير من الغني، فالله فقير ونحن أغنياء، فنزلت هذه الآية، وكان ذلك القول اعتراضا على القرآن أوجبه قلة فهمهم، أو تحريفهم للمعاني، فإن كانوا قالوه باعتقاد فهو كفر [يضاف إلى كفرهم] ، وإن قالوه بغير اعتقاد: فهو استخفاف، وعناد سَنَكْتُبُ ما قالُوا أي تكتبه الملائكة في الصحف وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ أي قتل آبائهم للأنبياء، وأسند إليهم لأنهم راضون به، ومتبعون لمن فعله من آبائهم الَّذِينَ قالُوا صفة للذين، وليس صفة للعبيد حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ كانوا إذا أرادوا أن يعرفوا قبول الله لصدقة أو غيرها جعلوه في مكان، فتنزل نار من السماء فتحرقه، وإن لم تنزل فليس بمقبول، فزعموا أن الله جعل لهم ذلك علامة على صدق الرسل قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ الآية: رد عليهم بأن الرسل قد جاءتهم بمعجزات توجب الإيمان بهم، وجاءوهم أيضا بالقربان الذي تأكله النار، ومع ذلك كذبوهم وقتلوهم، فذلك يدل عل أن كفرهم عناد، فإنهم كذبوا في قولهم: إن الله عهد إلينا فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ الآية تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم بالتأسي بغيره فَمَنْ زُحْزِحَ أي نحي وأبعد
لَتُبْلَوُنَّ الآية: خطاب للمسلمين، والبلاء في الأنفس بالموت والأمراض، وفي الأموال