للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد عقرهم الناقة والآخر أن الحين من بعد ما بعث صالح عليه السلام إلى حين هلاكهم، وعلى هذا يكون: فعتوا مترتبا بعد تمتعهم، وأما على الأول فيكن إخبارا عن حالهم غير مرتب على ما قبله

فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ يعني الصيحة التي صاحها جبريل وَهُمْ يَنْظُرُونَ أي يعاينونها لأنها كانت بالنهار.

وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ أي بقوة، وانتصاب السماء بفعل مضمر وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ فيه ثلاثة أقوال: أحدها أن معناه قادرون فهو من الوسع وهو الطاقة، ومنه عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ

[البقرة: ٢٣٦] أي القوي على الإنفاق، والآخر جعلنا السماء واسعة، أو جعلنا بينها وبين الأرض سعة، والثالث أوسعنا الأرزاق بمطر السماء فَنِعْمَ الْماهِدُونَ الماهد الموطئ للموضع وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ أي نوعين مختلفين كالليل والنهار، والسواد والبياض، والصحة والمرض وغير ذلك فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ أمر بالرجوع إليه بالتوبة والطاعة وفي اللفظ تحذير وترهيب أَتَواصَوْا بِهِ توقيف [سؤال] وتعجيب أي هم بمثابة من أوصى بعضهم بعضا أن يقول ذلك فَتَوَلَّ عَنْهُمْ منسوخ بالسيف فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ أي قد بلغت الرسالة فلا لوم عليك وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قيل: معناه خلقتهم لكي آمرهم بعبادتي، وقيل ليتذللوا لي: فإن جميع الإنس والجن متذلل ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ أي لا أريد أن يطعمون، لأني منزه عن الأكل وعن صفات البشر، وأنا غني عن العالمين، وقيل: المعنى ما أريد أن يطعموا عبيدي، فحذف المضاف تجوزا، وقيل: معناه ما أريد أن ينفعوني لأني غنيّ عنهم، وعبّر عن النفع العام بالإطعام، والأول أظهر الْمَتِينُ أي الشديد القوة فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً الذنوب النصيب، ويريد به هنا نصيبا من العذاب، وأصل الذنوب الدلو، والمراد بالذين ظلموا كفار قريش، وبأصحابهم من تقدم من الكفار فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يحتمل أن يريد يوم القيامة أو يوم هلاكهم ببدر، والأول أرجح لقوله في المعارج ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ [٤٤] يعني يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>