ذلِكَ الْفَضْلُ الإشارة إلى الثواب على الطاعة بمرافقة من ذكر في الجنة، والفضل صفة أو خبر خُذُوا حِذْرَكُمْ أي تحرزوا من عدوّكم واستعدّوا له فَانْفِرُوا ثُباتٍ أي اخرجوا للجهاد جماعات متفرّقين وذلك كناية عن السرايا، وقيل إنّ الثبتة ما فوق العشرة، ووزنها فعلة بفتح العين ولامها محذوفة أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً أي مجتمعين في الجيش الكثيف فخيرهم في الخروج إلى الغزو في قلة أو كثرة وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ الخطاب للمؤمنين، والمراد بمن المنافقين وعبر عنهم بمنكم إذ هم يزعمون أنهم من المؤمنين، ويقولون آمنا، واللام في لمن للتأكيد، وفي ليبطئن جواب قسم محذوف، ومعناه يبطئ غيره يثبطه عن الجهاد ويحمله على التخلف عن الغزو، وقيل: يبطئ يتخلف هو عن الغزو ويتثاقل فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ أي قتل وهزيمة والمعنى أن المنافق تسره غيبته عن المؤمنين إذا هزموا وشهيدا معناه حاضرا معهم وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ أي نصر وغنيمة، والمعنى: أنّ المنافق يندم على ترك الغزو معهم إذا غنموا فيتمنى أن يكون معهم كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ جملة اعتراض بين العامل ومعموله فلا يجوز الوقف عليها، وهذه المودّة في ظاهر المنافق لا في اعتقاده الَّذِينَ يَشْرُونَ أي يبيعون فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ ذكر الحالتين للمقاتل ووعد بالأجر على كل واحدة منهما وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ تحريض على القتال، ما مبتدأ ولكم الجار والمجرور خبر، ولا تقاتلون في موضع الحال، والمستضعفين هم الذين حبسهم مشركوا قريش بمكة ليفتنوهم عن الإسلام، وهو عطف على اسم الله أو مفعول معه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها هي مكة حين كانت للمشركين يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وما بعده إخبار، قصد به تقوية قلوب المسلمين وتحريضهم على القتال
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ الآية، قيل: هي في قوم من الصحابة كانوا قد أمروا بالكف عن القتال قبل أن يفرض الجهاد، فتمنوا أن يؤمروا به، فلما أمروا به كرهوه، لا شكا في دينهم، ولكن خوفا من الموت، وقيل: هي في المنافقين