ويمكن أن يكونا ظرفين للزمان أو المكان، أو مصدرين، ويحتمل الإعراب من وجهين:
أحدهما أن يكون اسم الله في موضع الحال من الضمير في اركبوا، والتقدير: اركبوا متبركين باسم الله أو قائلين بسم الله، فيكون مجراها ومرساها على هذا ظرفين للزمان بمعنى وقت إجرائها وإرسائها أو ظرفين للمكان، ويكون العامل فيه ما في قوله بسم الله من معنى الفعل في موضع خبر ويكون قوله: بسم الله متصلا مع ما قبله، والجملة كلام واحد، والوجه الثاني: أن يكون كلامين فيوقف على اركبوا فيها ويكون بسم الله في موضع خبر، ومجراها ومرساها مبتدأ بمعنى المصدر أي إجراؤها وإرساؤها ويكون بسم الله على هذا مستأنفا غير متصل بما قبله ولكنه من كلام نوح حسبما روي أن نوحا كان إذا أراد أن يجري بالسفينة قال بسم الله فتجري، وإذا أراد وقوفها قال بسم الله فتقف وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ روي أن الماء طبق ما بين السماء والأرض، فصار الكل كالبحر، قاله ابن عطية وهذا ضعيف، وأين كان الموج كالجبال على هذا، وصوّبه الزمخشري، وقال: كانت تجري في موج كالجبال قبل التطبيق [كذا] ، وقبل أن يغمر الماء الجبال وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ كان اسمه كنعان، وقيل: يام وكان له ثلاث بنون سواه وهم: سام وحام ويافث، ومنهم تناسل الخلق فِي مَعْزِلٍ أي في ناحية لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ يحتمل أربعة أوجه: أحدها أن يكون عاصم اسم فاعل ومن رحم كذلك بمعنى الراحم فالمعنى: لا عاصم إلا الراحم وهو الله تعالى، والثاني: أن يكون عاصم بمعنى ذي عصمة أي معصوم ومن رحم: بمعنى مفعول أي من رحم الله، فالمعنى لا معصوم إلا من رحمه الله والاستثناء على هذين الوجهين متصل، والثالث أن يكون عاصم اسم فاعل ومن رحم بمعنى المفعول، والمعنى لا عاصم من أمر الله لكن من رحمه الله فهو المعصوم، والرابع عكسه والاستثناء على هذين منقطع ابْلَعِي ماءَكِ عبارة عن جفوف الأرض من الماء أَقْلِعِي أي أمسكي عن المطر وروي أنها أمطرت من كل موضع منها وَغِيضَ الْماءُ أي نقص وَقُضِيَ الْأَمْرُ أي تمّ وكمل وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ أي استقرت السفينة على الجودي وهو جبل بالموصل وَقِيلَ بُعْداً أي هلاكا، وانتصب على المصدر وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ يحتمل أن يكون هذا النداء قبل الغرق، فيكون العطف من غير ترتيب، أو يكون بعده فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي أي: وقد وعدتني أن تنجي أهلي