مني: يحتمل أن يتعلق بقوله ألقيت، أو يكون صفة لمحبة فيتعلق بمحذوف وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي أي تربى ويحسن إليك بمرأى مني وحفظ، والعامل في لتصنع محذوف
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ العامل في إذ تصنع أو ألقيت، أو فعل مضمر تقديره ومننا عليك فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ كان لا يقبل ثدي امرأة فطلبوا له مرضعة، فقالت أخته ذلك ليرد إلى أمه وَقَتَلْتَ نَفْساً يعني القبطي الذي وكزه فقضى عليه فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ يعني الخوف من أن يطلب بثأر المقتول وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً أي اختبرناك اختبارا حتى ظهر منك أنك تصلح للنبوة والرسالة، وقيل: خلصناك من محنة بعد محنة، لأنه خلصه من الذبح ثم من البحر، ثم من القصاص بالقتل، والفتون: يحتمل أن يكون مصدرا أو جمع فتنة فَلَبِثْتَ سِنِينَ يعني الأعوام العشرة التي استأجره فيها شعيب جِئْتَ عَلى قَدَرٍ أي بميقات محدود قدره الله لنبوتك وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي عبارة عن الكرامة والتقريب أي استخلصتك وجعلتك موضع صنيعتي وإحساني وَلا تَنِيا أي لا تضعفا ولا تقصرا، والونى هو الضعف عن الأمور والتقصير فيها أَنْ يَفْرُطَ أي يعمل بالشر فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ أي سرحهم، وكانوا تحت يد فرعون وقومه، فكانت رسالة موسى إلى فرعون بالإيمان بالله وتسريح بني إسرائيل وَلا تُعَذِّبْهُمْ كان يعذبهم بذبح أبنائهم وتسخيرهم في خدمته وإذلالهم.
قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ يعني قلب العصا حية وإخراج اليد بيضاء، وإنما وحّدهما وهما آيتان، لأنه أراد إقامة البرهان وهو معنى واحد، وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى يحتمل أن يريد التحية أو السلامة قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى أفرد موسى بالنداء بعد جمعه مع أخيه، لأنه الأصل في النبوة وأخوه تابع له الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ المعنى أن الله أعطى خلقه كل شيء يحتاجون إليه، فخلقه على هذا بمعنى المخلوقين، وإعرابه مفعول أول، وكل شيء مفعول ثان، وقيل: المعنى أعطى كل شيء خلقته وصورته: أي أكمل ذلك وأتقنه، فالخلق على هذا بمعنى الخلقة وإعرابه مفعول ثان، وكل شيء مفعول أول، والمعنى الأول أحسن ثُمَّ هَدى أي هدى خلقه إلى التوصل لما أعطاهم، وعلمهم كيف ينتفعون به قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى يحتمل أن يكون سؤاله عن القرون الأولى محاجة ومناقضة لموسى: أي ما بالها لم تبعث كما يزعم موسى؟ أو ما بالها لم تكن على دين موسى أو ما بالها كذبت ولم