والثاني: من كان عدوّا لجبريل فإنما عاداه لأنه نزله على قلبك، فكان هذا تعليل لعداوتهم لجبريل وَجِبْرِيلَ، وَمِيكالَ ذكرا بعد الملائكة تجديدا للتشريف والتعظيم أَوَكُلَّما الواو للعطف، قال الأخفش: زائدة نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ نزلت في مالك بن الصيف اليهودي وكان قد قال: والله ما أخذ علينا عهد أن نؤمن بمحمد رسول يعني محمدا صلّى الله عليه واله وسلّم كِتابَ اللَّهِ يعني القرآن أو التوراة لما فيها من ذكر محمد صلّى الله عليه واله وسلّم أو المتقدّمين ما تَتْلُوا هو من القراءة أو الأتباع عَلى مُلْكِ أي في ملك أو عهد ملك سليمان وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ تبرئة له مما نسبوه إليه، وذلك أنّ سليمان عليه السلام دفن السحر ليذهبه فأخرجوه بعد موته، ونسبوه إليه، وقالت اليهود: إنما كان سليمان ساحرا، وقيل: إنّ الشياطين استرقوا السمع وألقوه إلى الكهان، فجمع سليمان ما كتبوا من ذلك ودفنه، فلما مات قالوا: ذلك علم سليمان وما كفر سليمان بتعليم السحر وبالعمل به أو بنسبته إلى سليمان عليه السلام وَما أُنْزِلَ نفي أو عطف على السحر عليهما، إلّا أنّ ذلك يردّه آخر الآية، وإن كانت معطوفة بمعنى الذي فالمعنى أنهما أنزل عليهما ضرب من السحر ابتلاء من الله لعباده، أو ليعرف فيحذر، وقرئ الملكين «بكسر اللام» وقال الحسن:
هما علجان، فعلى هذا يتعين أن تكون ما غير نافية بِبابِلَ موضع معروف هارُوتَ وَمارُوتَ اسمان علمان بدل من الملكين أو عطف بيان إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ أي محنة، وذلك تحذير من السحر فَلا تَكْفُرْ أي بتعليم السحر، ومن هنا أخذ مالك أنّ الساحر: يقتل كفرا يُفَرِّقُونَ زوال العصمة أو المنع من الوطء يَضُرُّهُمْ أي في الآخرة عَلِمُوا أن اليهود والشياطين: أي اشتغلوا به، وذكر الشراء، لأنهم كانوا يعطون الأجرة عليه شَرَوْا هنا بمعنى باعوا
لَمَثُوبَةٌ من الثواب وهو جواب: لَوْ أَنَّهُمْ وإنما جاء جوابها بجملة اسمية وعدل عن الفعلية لما في ذلك من الدلالة على إثبات الثواب واستقراره. وقيل:
الجواب محذوف أي لأثيبوا لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ في الموضعين نفي لعلمهم لا تَقُولُوا راعِنا