للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلح مع كل مع واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا.

وخالفهما أيضا الغزنوي في الجواب فقال: إن جواب قوله: إن كان على الهدى محذوف فقال: إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية

لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ أوعد أبا جهل إن لم ينته عن كفره وطغيانه أن يؤخذ بناصيته فيلقى في النار، والناصية مقدم الرأس فهو كقوله: فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ [الرحمن: ٤١] والسفع هنا الجذب والقبض على الشيء، وقيل: هو الإحراق من قولك سفعته النار وأكد لنسفعن باللام والنون الخفيفة، وكتبت في المصحف بالألف مراعاة للوقف، ويظهر لي أن هذا الوعيد نفذ عليه يوم بدر حين قتل وأخذ بناصيته فجرّ إلى القليب ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ أبدل ناصية من الناصية، ووصفها بالكذب والخطيئة تجوزا، والكاذب الخاطئ في الحقيقة صاحبها، والخاطئ الذي يفعل الذنب متعمدا، والمخطئ الذي يفعله بغير قصد فَلْيَدْعُ نادِيَهُ النادي والنّدي المجلس الذي يجتمع فيه الناس، وكان أبو جهل قد قال: أيتوعدني محمد فو الله ما بالوادي أعظم ناديا مني فنزلت الآية تهديدا وتعجيزا له، والمعنى: فليدع أهل ناديه لنصرته إن قدروا على ذلك، ثم أوعده بأن يدعو له زبانية جهنم، وهم الملائكة الموكلون بالعذاب، الزبانية في اللغة الشرط واحدهم زبنية: وقيل: زبني وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ أي تقرب إلى الله بالسجود كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد «١» فاجتهدوا في الدعاء وهذا موضع سجدة عند الشافعي وليست عند مالك من عزائم السجود


(١) . الحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>