للرب تعالى، ويتلوه هنا بمعنى يتبعه، والشاهد: يريد به القرآن فالمعنى يتبع ذلك البرهان شاهد من الله وهو القرآن، فيزيد وضوحه وتعظم دلالته، وقيل: إن الشاهد المذكور هنا هو عليّ بن أبي طالب وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى أي ومن قبل ذلك الكتاب الشاهد كتاب موسى، وهو أيضا دليل آخر متقدم، وقد قيل: أقوال كثيرة في معنى هذه الآية وأرجحها ما ذكرنا وَمِنَ الْأَحْزابِ أي من أهل مكة وَيَقُولُ الْأَشْهادُ جمع شاهد كأصحاب، ويحتمل أن يكون من الشهادة فيراد به الملائكة والأنبياء أو من الشهود بمعنى الحضور، فيراد به كل من حضر الموقف وَيَبْغُونَها عِوَجاً أي: يطلبون اعوجاجها أو يصفونها بالاعوجاج، لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ أي لا يفلتون يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ إخبار عن تشديد عذابهم وليس بصفة لأولياء ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ الآية: ما نافية والضمير للكفار، والمعنى وصفهم بأنهم لا يسمعون ولا يبصرون كقوله: ختم الله على قلوبهم الآية، وقيل غير ذلك، وهو بعيد لا جَرَمَ أي لا بد ولا شك أَخْبَتُوا أي: خشعوا وقيل: أنابوا مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ يعني المؤمنين والكافرين كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ شبّه الكفار بالأعمى والأصم، وشبّه المؤمنين بالبصير والسميع، فهو على هذا تمثيل للمؤمنين بمثالين، وتمثيل للكافرين بمثالين، وقيل: التقدير كالأعمى والأصم، والبصير والسميع، فالواو لعطف الصفات، فهو على هذا تمثيل للمؤمنين بمثال واحد، وهو من جمع بين السمع والبصر، وتمثيل للكفار بمثال واحد وهو من جمع بين العمى والصمم عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ وصف اليوم بالأليم على وجه المجاز لوقوع الألم فيه
أَراذِلُنا جمع أرذل وهم سفلة الناس، وإنما وصفوهم بذلك لفقرهم، جهلا منهم واعتقادا أن الشرف هو بالمال والجاه، وليس الأمر كما اعتقدوا، بل المؤمنون كانوا أشرف منهم على حال فقرهم وخمولهم في الدنيا، وقيل: إنهم كانوا حاكة وحجّامين، واختار ابن عطية أنهم أرادوا أنهم