إِلى مَغْفِرَةٍ أي إلى الأعمال التي تستحقون بها المغفرة عَرْضُهَا قال ابن عباس: تقرن السموات والأرض بعضها إلى بعض، كما تقرن الثياب فذلك عرض الجنة، ولا يعلم طولها إلّا الله وقيل: ليس العرض هنا خلاف الطول، وإنما المعنى سعتها كسعة السموات والأرض فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ في العسر واليسر وَهُمْ يَعْلَمُونَ حذف مفعوله وتقديره: وهم يعلمون أنهم قد أذنبوا قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ خطاب للمؤمنين تأنيسا لهم وقيل: للكافرين تخويفا لهم فَانْظُروا من نظر العين عند الجمهور وقيل: هو بالكفر وَلا تَهِنُوا تقوية لقلوب المؤمنين وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إخبار بعلو كلمة الإسلام إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ الآية معناها: إن مسكم قتل أو جراح في أحد فقد مس الكفار مثله في بدر، وقيل: قد مس الكفار يوم أحد مثل ما مسكم فيه، فإنهم نالوا منكم ونلتم منهم، وذلك تسلية للمؤمنين بالتأسي نُداوِلُها تسلية أيضا عما جرى يوم أحد وَلِيَعْلَمَ متعلق بمحذوف تقديره: أصابكم ما أصابهم يوم أحد ليعلم والمعنى ليعلم ذلك علما ظاهرا لكم تقوم به الحجة شُهَداءَ من قتل من المسلمين يوم أحد وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ أي: يظهر، وقيل: يميز، وهو معطوف على ما تقدم من التعليلات لقصة أحد، والمعنى أن إدالة الكفار على المسلمين إنما هي لتمحيص المؤمنين، وأن نصر المؤمنين على الكفار إنما هو ليمحق الله الكافرين أي يهلكهم أَمْ حَسِبْتُمْ أم هنا منقطعة مقدرة ببل والهمزة عند سيبويه، وهذه الآية وما بعدها معاتبة لقوم من المؤمنين صدرت منهم أشياء يوم أحد تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ خوطب به قوم فاتتهم غزوة بدر، فتمنوا حضور قتال الكفار مع النبي صلّى الله عليه واله وسلّم ليستدركوا ما فاتهم من الجهاد، فعلى هذا إنما تمنوا الجهاد وهو سبب الموت، وقيل: إنما تمنوا الشهادة في سبيل الله
وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ المعنى أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم رسول كسائر الرسل قد بلغ الرسالة كما بلغوا فيجب عليكم التمسك بدينه في حياته وبعد موته، وسببها أنه صرخ صارخ يوم أحد: إنّ محمدا قد مات، فتزلزل بعض الناس أَفَإِنْ ماتَ دخلت