وعد النصر على الكفار، فإن قيل: هلا قال: مخلف رسله وعده، ولم قدم المفعول الثاني على الأول؟ فالجواب أنه قدم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلا على الإطلاق، ثم قال: رسله، ليعلم أنه إذا لم يخلف وعد أحد من الناس، فكيف يخلف وعد رسله وخيرة خلقه فقدم الوعد أولا بقصد الإطلاق، ثم ذكر الرسل لقصد التخصيص
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ العامل في الظرف ذوا انتقام أو محذوف، وتبديل الأرض بأن تكون يوم القيامة بيضاء عفراء كقرصة النقي هكذا ورد في الحديث الصحيح «١» وَالسَّماواتُ تبديلها بانشقاقها وانتشار كواكبها، وخسوف شمسها وقمرها وقيل: تبدل أرضا من فضة، وسماه من ذهب وهذا ضعيف.
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يعني الكفار مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ أي مربوطين في الأغلال سَرابِيلُهُمْ أي قمصهم والسربال القميص مِنْ قَطِرانٍ متعلق بمحذوف أي جعل الله فيه ذلك وهو الذي تهنأ [تطلى] به الإبل وللنار فيه اشتعال شديد، فلذلك جعل الله قمص أهل النار منه لِيَجْزِيَ يتعلق بمحذوف أي فعل الله ذلك ليجزي هذا بَلاغٌ إشارة إلى القرآن أو إلى ما تضمنته هذه السورة وَلِيُنْذَرُوا معطوف على محذوف تقديره لينصحوا به ولينذروا وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ أي هذا الذكر لأولي العقول، وهم أهل العلم رضي الله عنهم.
(١) . المراد به: قرص الدقيق الأبيض النقي من النخالة، والحديث متفق عليه من رواية سهل بن سعد الساعدي ونصه: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد» . من الترغيب والترهيب للمنذري ج ٤/ ١٩٣.