للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمصائب والإنفاق وَلَتَسْمَعُنَّ الآية: سببها قول اليهود: إن الله فقير، وسبهم للنبي صلّى الله عليه واله وسلّم وللمسلمين لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ قال ابن عباس: هي لليهود أخذ عليهم العهد في أمر محمد صلّى الله عليه واله وسلّم فكتموه، وهي عامة في كل من علمه الله علما الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا الآية: قال ابن عباس نزلت في أهل الكتاب سألهم النبي صلّى الله عليه وسلّم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا إليه بذلك، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه، وقال أبو سعيد الخدري: نزلت في المنافقين: كانوا إذا خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله، وإذا قدم النبي صلّى الله عليه وسلّم اعتذروا إليه، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بالتاء «١» وفتح الباء: خطاب للنبي صلّى الله عليه واله وسلّم، وبالياء «٢» وضم الباء: أسند الفعل للذين يفرحون: أي لا يحسبون أنفسهم بمفازة من العذاب، ومن قرأ:

تحسبن بالتاء: فهو خطاب للنبي صلّى الله عليه واله وسلّم والذين يفرحون مفعول به، وبمفازة المفعول الثاني، وكرر فلا تحسبنهم: للتأكيد، ومن قرأ لا يحسبن بالياء من أسفل، فإنه حذف المفعولين، لدلالة مفعولي لا تحسبنهم عليهما وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ذكر في البقرة قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ أي يذكرون الله على كل حال فكأن هذه الهيآت حصر لحال بني آدم، وقيل: إن ذلك في الصلاة: يصلون قياما فإن لم يستطيعوا صلوا قعودا، فإن لم يستطيعوا صلوا على جنوبهم رَبَّنا أي يقولون: ربنا ما خلقت هذا لغير فائدة بل خلقته وخلقت البشر، لينظروا فيه فيعرفونك سَمِعْنا مُنادِياً هو النبي صلّى الله عليه وسلّم ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ أي على ألسنة رسلك

مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى من لبيان الجنس، وقيل زائدة لتقدّم النفي بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ النساء والرجال سواء في الأجور والخيرات وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ هم المهاجرون آذاهم المشركون


(١) . وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي. [.....]
(٢) . قرأ بها الباقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>