للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الدخان]

مكية وآياتها ٥٩ نزلت بعد الزخرف بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(سورة الدخان) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ذكر في الزخرف وهو قسم جوابه إنا أنزلناه، وقيل إنا كنا منذرين وهو بعيد إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ يعني ليلة القدر من رمضان، وكيفية إنزاله فيها أنه أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء، وقيل: معناه أنه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر، وقيل: يعني بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان وذلك باطل، لقوله: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» مع قوله «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ» [البقرة: ١٨٥] فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ معنى يفرق يفصل ويخلص، والأمر الحكيم أرزاق العباد وآجالهم، وجميع أمورهم في ذلك العام نسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر، ليتمثل الملائكة ذلك بطول السنة القابلة، وقيل: إن هذا يكون ليلة النصف من شعبان وهذا باطل لما قدمنا أَمْراً مِنْ عِنْدِنا مفعول بفعل مضمر على الاختصاص قاله الزمخشري، وقال ابن عطية نصب على المصدر، وقيل: على الحال مُرْسِلِينَ إرسال الرسل عليهم السلام، وقيل من إرسال الرحمة والأول أظهر «١» .

فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ في هذا قولان أحدهما قول علي بن أبي طالب وابن عباس أن الدخان يكون قبل يوم القيامة يصيب المؤمن منه مثل الزكام، وينضج رؤوس الكافرين والمنافقين وهو من أشراط الساعة، وروى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

إن أول أشراط الساعة الدخان، والثاني: قول ابن مسعود إن الدخان عبارة عما أصاب قريشا حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجدب، فكان الرجل يرى دخانا بينه وبين السماء من


(١) . الآية [٧] : ربّ السموات والأرض: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: ربّ بالكسر والباقون: بالضم.

<<  <  ج: ص:  >  >>