وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي معناه أضرب بها الشجر لينتشر الورق للغنم مَآرِبُ أي حوائج حَيَّةٌ تَسْعى أي تمشي سِيرَتَهَا الْأُولى يعني أنه لما أخذها عادت كما كانت أول مرة، وانتصب سيرتها على أنه ظرف أو مفعول بإسقاط حرف الجر وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ الجناح هنا الجنب أي تحت الإبط، وهو استعارة من جناح الطائر تَخْرُجْ بَيْضاءَ روي أن يده خرجت وهي بيضاء كالشمس مِنْ غَيْرِ سُوءٍ يريد من غير برص ولا عاهة لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى يحتمل أن تكون الكبرى مفعول لنريك، وأن تكون صفة للآيات ويختلف المعنى على ذلك اشْرَحْ لِي صَدْرِي إن قيل: لم قال اشرح لي ويسر لي، مع أن المعنى يصح دون قوله لي؟ فالجواب: أن ذلك تأكيد وتحقيق للرغبة وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي العقدة هي التي اعترته بالجمرة حين جعلها في فيه وهو صغير، حين أراد فرعون أن يجرّبه، وإنما قال: عقدة بالتنكير لأنه طلب حلّ بعضها ليفقهوا قوله، ولم يطلب الفصاحة الكاملة وَزِيراً أي معينا، وإعراب هارون بدل أو مفعول أول أَزْرِي أي ظهري والمراد القوة ومنه: فآزره أي قوّاه.
قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ أي قد أعطيناك كل ما طلبت من الأشياء المذكورة إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ يحتمل أن يكون وحي كلام بواسطة ملك، أو وحي إلهام كقوله: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ [النحل: ٦٨] ما يُوحى إبهام يراد به تعظيم الأمر أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ الضمير الأول لموسى، والثاني للتابوت أو لموسى واليم البحر، والمراد به هنا النيل، وكان فرعون قد ذكر له أن هلاكه وخراب ملكه على يد غلام من بني إسرائيل، فأمر بذبح كل ولد ذكر يولد لهم، فأوحى الله إلى أم موسى أن تلقيه في التابوت وتلقي التابوت في البحر ففعلت ذلك، وكان فرعون في موضع يشرف على النيل، فرأى التابوت فأمر به فسيق، إليه وامرأته معه ففتحه فأشفقت عليه امرأته، وطلبت أن تتخذه ولدا فأباح لها ذلك يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ هو فرعون مَحَبَّةً مِنِّي أي أحببتك، وقيل: أراد محبة الناس فيه إذ كان لا يراه أحد إلا أحبه، وقيل: أراد محبة امرأة فرعون ورحمتها له، وقوله