وزادهم التقريب منه والجاه عنده وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ عطف على معنى نعم كأنه قال نعطيكم أجرا ونقربكم، واختلف في عدد السحرة اختلافا متباينا من سبعين رجلا إلى سبعين ألفا وكل ذلك لا أصل له في صحة النقل إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ خيّروا موسى بين أن يبدأ بالإلقاء أو يبدءوا هم بإلقاء سحرهم، فأمرهم أن يلقوا، وانظر كيف عبروا عن إلقاء موسى بالفعل، وعن إلقاء أنفسهم بالجملة الاسمية، إشارة إلى أنهم أهل الإلقاء المتمكنون فيه وَاسْتَرْهَبُوهُمْ أي خوّفوهم بما أظهروا لهم من أعمال السحر أَنْ أَلْقِ عَصاكَ لما ألقاها صارت ثعبانا عظيما على قدر الحبل وقيل: إنه طال حتى جاوز الفيل تَلْقَفُ أي تبتلع ما يَأْفِكُونَ أي ما صوروا من إفكهم وكذبهم، وروي: أن الثعبان أكل ملء الوادي من حبالهم وعصيهم ومدّ موسى يده إليه فصار عصا كما كان، فعلم السحرة أن ذلك ليس من السحر، وليس في قدرة البشر، فآمنوا بالله وبموسى عليه السلام لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ الآية: وعيد من فرعون للسحرة، وليس في القرآن أنه أنفذ ذلك، لكن روى أنه أنفذه عن ابن عباس وغيره، وقد ذكر معنى من خلاف في العقود [المائدة: ٣٦] قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ أي لا نبالي بالموت لانقلابنا إلى ربنا وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا أي ما تعيب منا إلا إيماننا لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ أي يخربوا ملك فرعون وقومه ويخالفوا دينه وَيَذَرَكَ معطوف على ليفسدوا، أو منصوب بإضمار أن بعد الواو وَآلِهَتَكَ قيل: إن فرعون كان قد جعل للناس أصناما يعبدونها، وجعل نفسه الإله الأكبر فلذلك قال: أنا ربكم الأعلى [النازعات: ٢٤] ، فآلهتك على هذا هي تلك الأصنام، وقرأ عليّ بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وإلهتك: أي عبادتك والتذلل لك إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ تعليل للصبر ولذا أمرهم به يعني أرض الدنيا هنا وفي قوله: وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ وقيل: يعني أرض فرعون، فأشار لهم موسى أولا بالنصر في قوله: يورثها من