للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلّم وقيل: إن قوله عفا الله عنك ليس لذنب ولا عتاب، ولكنه استفتاح كلام كما يقول:

أصلحك الله حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ كانوا قد قالوا: استأذنوه في القعود، فإن أذن لنا قعدنا، وإن لم يأذن لنا قعدنا، وإنما كان يظهر الصدق من الكذب لو لم يأذن لهم، فحينئذ كان يقعد العاصي والمنافق ويسافر المطيع لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ الآية: لا يستأذنك في التخلف عن الغزو لغير عذر من يؤمن بالله واليوم الآخر وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ أي شكت، ونزلت الآية في عبد الله بن أبيّ بن سلول والجد بن قيس وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ الآية. أي لو كانت لهم نية في الغزو والاستعداد له قبل أوانه:

انْبِعاثَهُمْ أي خروجهم فَثَبَّطَهُمْ أي كسر عزمهم وجعل في قلوبهم الكسل وَقِيلَ اقْعُدُوا يحتمل أن يكون القائل لهم اقعدوا هو الله تعالى، وذلك عبارة عن قضائه عليهم بالقعود، ويحتمل أن يكون ذلك من قول بعضهم لبعض مَعَ الْقاعِدِينَ أي مع النساء والصبيان وأهل الأعذار، وفي ذلك ذم لهم لاختلاطهم في القعود مع هؤلاء لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا أي شرا وفسادا وَلَأَوْضَعُوا أي أسرعوا السير، والإيضاع سرعة السير، والمعنى أنهم يسرعون للفساد والنميمة خِلالَكُمْ أي بينكم يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ أي يحاولون أن يفتنوكم سَمَّاعُونَ لَهُمْ وقيل: يسمعون أخبارهم وينقلونها إليهم لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ أي طلبوا الفساد، وروى أنها نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه من المنافقين وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ أي دبروها من كل وجه، فأبطل الله سعيهم وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي لما دعا النبي صلّى الله تعالى عليه واله وسلّم إلى غزوة تبوك قال الجد بن قيس وكان من المنافقين: ائذن لي في القعود ولا تفتني برؤية بني الأصفر فإني لا أصبر عن النساء أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا أي وقعوا في الفتنة التي فروا منها إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ الحسنة هنا النصر والغنيمة وشبه ذلك يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ أي قد حذرنا وتأهبنا من قبل قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا أي ما قدر

<<  <  ج: ص:  >  >>