للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادات الظاهرة، وإن عَرَض لهم شُبْهة يُعالِجُ بكلام إقناعي، ولا يَفْتح عليه (١) باب الحقائق، فإنَّ ذلك فسادُ النظام. وإن وجدَ ذكِيًّا ثابتًا على قواعدِ الشَّرْع جاز له أن يَفْتَح باب المعارف بعد امتحانات متوالية، لئلا يتزلزل عن جادّةِ الشَّرْع.

تنبيه: اعلم أنّه يجب على الطالب أن لا يُنكر ما لا يفهم من مقالاتهم الخَفِيّة وأحوالهم الغَرِيبة، إذْ كُلُّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له، قال الشيخ (٢) في الإشارات" (٣): كلّ ما قرعَ سَمْعك من الغَرَائب فذَرْهُ في بُقعة الإمكان ما لم يَزُدْكَ عنه قائِمُ البُرهان. انتهى.

وإنما الغَرَضُ من تَدْوينِ تلك المقالات التذكرة لمن يعرفُ الأسرار والتنبيه على مَن لا يَعْرِفُها بأنَّ لنا عِلْمًا يجلُّ عن الأذهان فَهُمه حتى يُرْغَب في تَحْصيله كما في الحديث: "إِنَّ مِنَ العِلْم كهيئةِ المَكْنُون لا يَعْرفها إلا العُلماء بالله وإذا (٤) نطَقُوا لا ينكره إلّا أهلُ الغِرّة" (٥).

ورُوِيَ عن أبي هريرة أنَّه قال: حفظتُ من رَسُول الله وعاءين أما أحدهما فبثثته، وأمّا الآخرُ فلو بثثته لقُطِعَ هذا لقُطِعَ هذا البُلْعُوم (٦).


(١) في م: "عليهم"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) هو الشيخ الرئيس الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا المتوفى سنة ٤٢٨ هـ.
(٣) هو كتاب "الإشارات والتنبيهات".
(٤) في م: "فإذا"، والمثبت من خط المؤلف.
(٥) أخرجه المنذري في الترغيب والترهذيب ١/ ٥٨، وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين في التصوف، ص ١٣، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ١/ ٢١٠، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة ١/ ٢٠٢، والواقي في تخريج أحاديث الإحياء ١/ ١٠٣، والشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ص ٢٩٢، وهو حديث موضوع.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه (١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>