للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كـ "تاريخ نيسابور" للحاكم و "تاريخ بغداد" لأبي بكر الخطيب و"الذيل" عليه للسمعاني، وهذا وإن كان أهم النَّوعَيْنِ فالفائدة إنّما تَتِمُّ بالجَمْع بين الفنَّيْن. وقد جَمَع بينهما جماعةٌ من الحفاظ، منهم أبو الفَرَج في "المُنتظم" وأبو شامةَ في "الرَّوْضتين" و "الذيل" عليه؛ وَصَل (١) إلى سنة وفاته سنة ٦٦٥. وقد ذيَّل عليه الحافظ عَلَمُ الدِّين البرزاليُّ. وممَّن جَمَع بينَ النَّوعَيْنِ أيضًا: الحافظ شَمْسُ الدِّين الذَّهبي لكن الغالب في "العِبَرَ" الوَفَياتُ. وممَّن جَمَعَ بينَهما: الشَّيخُ عمادُ الدِّين بن كَثِيرٍ في "البداية والنِّهاية"، وأجوَدُ ما فيه السِّيَرُ (٢) النَّبوية، وقد أخَلَّ بذكر خلائق من العلماء، وقد يكونُ مَن أخلَّ بذكره أولى ممَّن ذَكَره مع الإسهابِ المُمِل وفيه أوهام قبيحةً لا تُسامح. وقد صار الاعتماد في مصر والشّام (٣) في نَقْل التَّواريخ في هذه الأزمان (٤) على هؤلاء الحفاظ الثلاثة: البرزالي والذهبي وابن كَثِيرٍ. أما تاريخُ البِرْزالي فانتهى إلى آخر سنة ٧٣٨ ومات في السَّنة الآتية، وأمّا الذَّهبيُّ فانتهى تاريخه إلى آخِر سنة ٧٤١ (٥). وقد أضَرَّ (٦) قبل موته بمدة سنة ٧٤١ (٧). وأما ابن كَثِير فالمشهور أن تاريخه انتهى إلى آخر سنة


(١) في م: "ووصل"، والمثبت من خط المؤلف، وهو الذي في التاريخ.
(٢) هكذا بخط المؤلف، وفي التاريخ: "السيرة"، وهو الأجود.
(٣) هكذا بخط المؤلف، وفي التاريخ: "في بلادنا"، وقلنا أن المؤلف يتصرف.
(٤) في الأصل: "في هذا الأزمان"، وفي م: "في هذا الزمن"، وفي التاريخ: "في هذه الأزمان المتأخرة" وهو الأجود، لأنه قيّده بالأزمان المتأخرة دون المتقدمة.
(٥) هكذا بخطه، وهو غلط وخلط غريب تأتى عن سوء فهم وقلة إدراك واختصار للنص في غير محله، ففي التاريخ: "وأما الذهبي فإنه انتهى في تاريخ الإسلام إلى آخر سنة ٧٠٠، وانتهى في العبر (قال بشار: بل ذيل العبر) إلى آخر سنة أربعين وسبع مئة" ص ١١٠.
(٦) في م: "أخبر"، وهو تحريف لا معنى له.
(٧) هكذا قال ابن قاضي شهبة، وفي قوله نظر، فإنما أضر الذهبي قبل موته بيسير، ويوجد خطه على بعض النسخ بعد هذا التاريخ، وينظر كتابنا: الذهبي ومنهجه، ص ١٢٤ (ط. دار الغرب).

<<  <  ج: ص:  >  >>