للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

للإمام أبي نَصْر إسماعيل (١) بن حَمَّاد الجوهري الفارابي، توفِّي سنةَ ٣٩٣ كان من فاراب، أخَذ عن خاله إبراهيم الفارابي، وعن السيرافي والفارسيّ، ودَخَل بلادَ رَبيعةَ ومُضَرَ فأقام بها مدةً في طلب اللغة (٢) ثم عاد إلى خُراسان وأقام بنيسابور مدةً، فبرز في اللغة وتعلَّم الكتابة وحُسنَ الخَطِّ، ومات مترديًا من سطح دارِه، وقيل: إنه تغيّر عقله وعمل له دفتيْن وشدَّهما كالجَناحَيْنِ وقال: أريد أن أطير، ووَقَع من عُلو فهَلَك.

قال السُّيُوطِيُّ في "مُزهِر اللغة" (٣): وأول من التزم الصَّحيحَ مقتصرًا عليه الإمامُ الجَوْهري، ولهذا سَمَّي كتابه "الصحاح"، وقال في خطبته وقد أودَعتُ في هذا الكتاب ما صحَّ عندي من هذه اللغةِ التي شَرَّف اللهُ مَراتبها وجَعَل علم الدين والدُّنيا مَنُوطًا بمعرفتها على ترتيب لم أُسبق إليه وتهذيب لم أَغلَبْ عليه بعد تحصيلها بالعراق رواية وإتقانها درايةً ومُشافهتي بها العرب في ديارهم بالبادية.

قال التبريزيُّ: وكتابُ الصِّحاح هذا كتابٌ حَسَنُ التَّرتيب سَهل المطلب لِما يُراد منه، وقد أتى بأشياءَ حَسَنةٍ وتفاسير مُشكِلاتٍ من اللغة إلا أنه معَ ذلك فيه تصحيفٌ لا يُشَكُّ في أنه من المصنف لا من الناسخ؛ لأنّ الكتاب مبني على الحروف، ولا تخلو هذه الكتب الكبارُ من سَهْو يقعُ فيها أو غلط، غير أنّ القليل منه إلى جنب الكثير الذي اجتهدوا فيه وأتعبوا أنفُسَهم في تصحيحه وتنقيحه معفو عنه. انتهى.


(١) ترجمته في: يتيمة الدهر ٤/ ٤٦٨، ودمية القصر ٣/ ١٤٩٠، ونزهة الألباء، ص ٢٥٢، ومعجم الأدباء ٢٧/ ٦٥٦، وإنباه الرواة ١/ ٢٢٩، والدر الثمين، ص ٣٠٦، وتاريخ الإسلام ٨/ ٧٢٤ وغيرها.
(٢) في م: "علم اللغة"، ولفظة "علم" لا أصل لها بخط المصنف.
(٣) المزهر ١/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>