كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - ط الفرقان

باب الطاء المهملة - علم الطبقات - ج: 4 - ص: 612

ذكرها في كتابٍ له وذُكِرت عنه، ومعلومٌ أن هذا غَرَضٌ يمنعُه استكمال المراد منه إلا بعد الزّمن المديد والكشفُ الشَّديد، ولربّما جَرَت مُناظَرةُ بينَ كثيرينَ فَشَرَحْناها على وَجْهِها، والدّاعي لها أني قصَدتُ أن يكون ذلك كتاب حديث وفقه وأدب، ولم أزل حريصًا على عمل هذا الكتاب ولم أجد فيه مصنفًا يَشفي العليل، مع شدّة بحثي عمّا صُنف فيه. فأولُ مَن بَلَعْني صَنَّف (١) فيه: الإمام أبو حَفْص عُمرُ بن عليّ المُطَوِّعي المحدِّثُ الأديب، توفِّي سنة … ثم صَنَّف الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمانَ الصُّعلوكي، المتوفى سنة ٣٨٧ كتابًا سماه: "المُذهب في ذكر شيوخ المذهب" (٢)، وهو كتابٌ حَسَنُ حُلو العبارة فصيحُ اللَّفظِ وَقَفتُ على منتخب منه انتخبَه الشَّيخُ الإمام الحافظ أبو عَمْرو بن الصَّلاح، مات [سنة] ٦٤٣، ما أغزَرَ فوائده وأكثر فرائده. ثم ألفَ القاضي أبو الطيب الطَّبَرِيُّ مختصرًا فِي مَوْلِدِ الشَّافِعِي عَدَّ فِي آخِره جماعة من الأصحاب. ثم ألَّفَ الإمامُ الكبير أبو عاصم محمد بن أحمد العبّادي، توفِّي سنة ٤٥٨، وأتى فيه بغرائب وفوائد إلّا أنه اختَصَر في التّراجم جدًّا، وربّما ذكر اسمَ الرَّجُل أو موضعَ الشَّهرة منه ولم يَزِدْ على ذلك. .. ثم أَلَّفَ الإمامُ شيخُ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، توفِّي سنةَ ٤٧٦، وهو أيضًا مختصر. وقد جاء بعدَ الشَّيخ خَلْقٌ كثيرون.

أقول: وذيَّله الشَّيخُ تاجُ الدِّين علي بن أنْجَبَ السّاعي البغدادي الشاعر، مات [سنة] ٦٧٤ في سبع مُجلّدات. ثم ألَّفَ الحافظ نقلا عن السَّمْعاني وابن الصَّلاح أبو محمد عبد الله بن يوسف الجُرْجاني، المتوفى سنة ٤٨٩،

---

(١) في م: "أنه صنف"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) سيأتي في حرف الميم.