للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٤٧٧ - ثم جاء أبو عُبَيد القاسم (١) بن سَلام بعد المئتين فجمع كتابه (٢) فصار هو القدوة في هذا الشأن، فإنه أفنى فيه عُمُرَه، حتى لقد قال فيما يُروى عنه: إنِّي جمعتُ كتابي هذا في أربعين سنةً، وربّما كنتُ أستفيد الفائدة من الأفواه فأضَعُها في موضعها فكان خلاصة عُمري، توفِّي سنة ٢٢٤ (٣).

١١٤٧٨ - وبقي كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه في غريب الحديث إلى عصر أبي محمد عبد الله (٤) بن مسلم بن قتيبة الدينوري، توفِّي سنة ٢٦٣ (٥)، فصنف كتابه المشهور فيه حَذَا فيه حَذْوَ أَبي عُبَيد، فجاء كتابه مثل كتابه أو أكبر (٦)، وقال في مقدمته: أرجو أن لا يكونَ بقي بعد هذَيْنِ الكتابَيْنِ من غريب الحديث ما يكون لأحدٍ فيه مقال (٧).

١١٤٧٩ - وله "غريبُ القُرآن" أيضًا.


(١) تقدمت ترجمته في (٤٦٩).
(٢) قال المؤلف معلقًا: "قال البقاعي في حاشية شرح الألفية: تصنيفه قسمان، أحدهما: في الأحاديث المرفوعة والآخر في الموقوفة، لكن لم يرتب فيه المتون، فالكشف منه عسر جدًّا، وعن ابن كثير أنه أحسن شيء وضع وكأنه يعني في تلك الأزمان وإلا فنهاية ابن الأثير لا يقاس بها شيء". قوله: "لم يرتب … إلخ؛ لأنهم كانوا يعتنون عن الترتيب بالحفظ. ورتبه الشيخ موفق الدين بن قدامة على الحروف". (النكت الوفية ٢/ ٤٧٦ - ٤٧٧).
(٣) قال المؤلف معلقا: وعليه كتاب مختصر محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري، توفِّي سنة ٦٩٤ هـ، سماه تقريب المرام في غريب القاسم ابن سلام مبوبًا على الحروف.
(٤) تقدمت ترجمته في (٣٠٥).
(٥) هكذا بخط المؤلف، وهو خطأ، ثم أراد ناشرو التركية أن يصلحوا الخطأ فأخطؤوا أيضًا حينما قالوا (٢٦٧)، والصواب الذي من غير ارتياب: سنة ٢٧٦ هـ.
(٦) في م: أكبر منه، ولفظة منه لا أصل لها في الأصل، والعبارة من غيرها مستقيمة.
(٧) كتب المؤلف في هذا الموضع معلقًا: "وكتاب ابن قتيبة ذيل على كتاب أبي عبيد على نمطه في الترتيب، وله كتاب آخر في الاعتراض على أبي عبيد تتبعه في مواضع بالانتقاد والتزييف بقاعي" (النكت الوفية ٢/ ٤٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>