للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبيد وابن قتيبة، فكانت هذه الثلاثة فيه أُمَّهاتِ الكتب (١) إلا أنها لم يكن كتابٌ صُنف مرتبا يرجع الإنسان عند طلبه إِلَّا كِتابَ الحَرْبي، وهو - على طوله - لا يوجَدُ إلّا بعد تعب وعناء.

• فلمّا كان زمانُ أبي عُبَيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري، وكان في زمن الخطابي، توفِّي سنة ٤٠١، صنف كتابه المشهور في الجمع بين غريبي القُرآن والحديث (٢)، ورَتَّبه على حروف المعجم على وَضْع لم يُسبَق فيه، وجَمَع ما في كتب من تقدَّمه، فجاء جامعا في الحُسْن، إلّا أنه جاء الحديث مفرَّقًا في حروف كلماته فانتشر وصار هو العُمدة فيه.

وما زال النّاسُ بعده يتَّبعون أثره إلى عهدِ أبي القاسم محمود بن عُمرَ الزَّمَخْشَرِي، فصنف "الفائق" (٣) ورتبه على وَضْعِ اختاره مُقَفًّى على حروف المعجم، ولكنّ في العثور على طلب الحديث منه كُلْفةً ومَشَقَّة؛ لأنه جَمَع في التقفية بين إيراد الحديث مسرودًا جميعه أو أكثره ثم شَرَح ما فيه من غريب، فيجيء شرحُ كل كلمةٍ غريبةٍ يشتمل عليها ذلك الحديثُ في حرفٍ واحد فتَرِدُ الكلمة في غير حروفها، وإذا طَلَب (٤) الإنسان تَعِبَ حتى يجدها، فكان كتابُ الهَرَويّ أقرب متناولا وأسهل مأخَذًا.

١١٥٠٠ - وصنف الحافظ أبو موسى محمد (٥) بن أبي بكر الأصبهاني كتابًا جمع فيه ما فات الهَرَوي من غريب القُرآن والحديث يُناسبه قَدْرًا وفائدةً.

ورَتَّبه كما رَبَّبه ثم قال: واعلم أنه سيبقى بعد كتابي أشياء لم يقع لي


(١) نقل المؤلف عن البقاعي هنا قوله: "ووراءها مجاميع تشتمل من ذلك على زوائد وفوائد. بقاعي".
(٢) هو كتاب "الغريبين" الآتي بعد قليل.
(٣) سيأتي في موضعه من حرف الفاء.
(٤) هكذا بخط المؤلف، ولو قال: "طلبها" لكان أحسن.
(٥) تقدمت ترجمته في (٩٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>