للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا وَقَفتُ عليها؛ لأنّ كلام العرب لا ينحصر، ومات سنة ٥٨١، سماه: كتاب "المُغِيث" كمَّل به "الغريبَيْن".

١١٥٠١ - ومعاصره أبو الفَرَج عبد الرَّحمن (١) بن علي الإمام ابن الجَوْزي صنف كتابًا في غريب الحديث نهج فيه طريق الهروي مجردًا عن غريب القُرآن، وكان فاضلا لكنّه كان يغلب عليه الوعظ وقال فيه: قد فاتهم أشياء، فرأيتُ أن أبذل الوُسْعَ في جَمْع غريب أرجو أن لا يَشُذَّ عنِّي مُهِمٌّ من ذلك.

قال ابن الأثير (٢): ولقد تتبعتُ كتابه فرأيتُه مختصرًا من كتابِ الهَرَويّ منتَزَعا من أبوابه شيئًا فشيئًا، ولم يَزِدْ عليه إلّا الكلمة الشاذة، وأما أبو موسى فإنه لم يَذْكُرْ في كتابه ممّا ذَكَره الهَرَوِيُّ إلّا كلمةً اضْطُرَّ إِلى ذِكرِها، فإنّ كتابه يُضاهي كتابَ الهَرَويّ؛ لأنّ وضْعَه استدراك ما فات الهروي، ولمّا وَقَفتُ على ذينك الكتابين - وهما في غاية من الحُسن - وإذا أراد أحدٌ كلمةً غريبةً يَحتاجُ إليهما (٣)، وهما كبيرانِ ذوا مُجلَّداتٍ عدَّة - فرأيتُ أنْ أجمعَ بينَ ما فيهما من غريب الحديث مجرَّدًا من غريب القُرآن وأُضيف كل كلمةٍ إلى أُختِها، وتمادَتْ بي الأيام، فحينئذٍ أمعَنتُ النَّظرَ فِي الجَمْع بينَ ألفاظهما، فوجدتهما - على كثرة ما أُودع فيهما - قد فاتهما الكثير، فإنّي في بادئ الأمر مرَّ بذكري كلماتٌ غريبةٌ من أحاديثِ البخاري ومُسْلم لم يَردْ شيء منهما في هذَيْنِ الكتابَيْنِ، فحيث عرَفتُ ذلك نَبَّهتُ لاعتبارِ ما سوى هذَيْنِ من كتب الحديث، فتتبعتها واستَقْصَيْتُ قديمًا وحديثًا، فرأيتُ فيها من الغريب كثيرًا وأضَفْتُ ما عثَرتُ


(١) تقدمت ترجمته في (١٢٤).
(٢) النهاية ١/ ١٠.
(٣) عبارة ابن الأثير قبل أن يختصرها المؤلف أوضح وأبين وهي: "وكان الإنسان إذا أراد كلمة غريبة يحتاج إلى أن يتطلبها في أحد الكتابين فإن وجدها فيه وإلا طلبها من الكتاب الآخر".

<<  <  ج: ص:  >  >>