للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَناني وألَّفتُ هذا الكتاب محذوف الشَّواهد، مطروحَ الزَّوائد، ولخَّصتُ كلَّ ثلاثين سفرًا في سفر، وضمَّنتُه خُلاصة ما في "العُباب" و "المُحكَم" فأضفتُ إليه زياداتٍ مَن الله بها علي (١)، وأسميته بذلك (٢)؛ لأنه البحر الأعظم. ولما رأيتُ إقبال الناس على صِحَاح الجوهري وهو جَديرٌ غير أنه قد فاته نصفُ اللُّغة أو أكثرُ إمّا بإهمال المادّة أو بتَرْكِ المعاني الغريبة، فكتبتُ بحُمرة المادة المهملة لديه. وإذا تأمَّلت هذا وجدتَه مُشتملا على فوائد أثيرة من حُسن الاختصار وتقريب العبارة وتهذيب الكلام، وإيراد المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة. ومن أحسن ما اختص هذا الكتابُ تخليص الواو من الياء، وذلك قسمٌ يَسِمُ المصنِّفينَ بالعَيِّ والإعياء. ومن بديع اختصاره: أنّي إذا ذكرتُ صيغة المذكَّر أتبعتها المؤنَّثَ بقولي: وهي بهاء ولا أعيدُ الصيغة. واكتفيْتُ بكتابة ع د ة ج م عن قولي: موضع، وبلد وقرية، والجمع، ومعروف، ونَبَّهتُ فيه على أشياءَ رَكِبَ الجوهري فيها خلافَ الصَّواب، غير طاعن. واختصصتُ كتاب الجوهري من بين الكتب اللُّغويّة مع ما فيه غالبها من الأوهام الواضحة لتداوله واشتهاره بخصوصه واعتماد المدرسين على نُقوله ونصوصه. وقال في آخِره: يَسَّر الله تعالى إتمامه بمنزلي على الصَّفا المشرفة تُجاه الكعبة المعظمة. انتهى كلام المصنف. وقال غيره: وقد ميّز فيه زياداته على "الصحاح" بحيث لو أُفرِدَتْ لَجاءت قَدْرَ الصحاح. فتنافَسَ النَّاسُ فيه كتابةً وشراء، وقُرئ عليه غيرَ مرَّة، فكان من آخر نسخةٍ قُرئت عليه وأصل تاريخ كتابته في سنة ٨١٣، والقراءة عليه فيه بعد ذلك، فلهذا اشتمل على زياداتٍ كثيرة في التراجم على سائر النسخ


(١) في م: "أنعم"، وهو الذي في القاموس، لكن المثبت من خط المؤلف.
(٢) في القاموس: "وأسميته القاموس المحيط".

<<  <  ج: ص:  >  >>