للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهو الذي قيل في شأنه:

إن الهداية كالقُرآن قد نَسَخَتْ … ما صَنَّفوا قبلها في الشَّرع من كتُبِ

فاحفظ قواعدها واسلُكْ مسالكَها … يسلَمْ مقالُك من زَيْغ ومن كذبِ

ابتَدأ بقوله: الحمد لله الذي أعلى معالم العلم وأعلامه. وقال: وقد جرى عليَّ الوعد في مبدأ "بداية المبتدي" أن أشرحها شَرْحًا أرسمه بكفاية المنتهى (١)، فشَرَعتُ فيه، وحين أكاد أتكى عنه اتكاء الفراغ تبيّنتُ فيه نُبَذًا من الإطناب، فصَرَفت العِنان إلى شرح آخَرَ موسوم بالهداية، أجمَعُ فيه من عيون الرّواية ومتون الدراية حتى أنّ من سَمَتْ همَّتُه إلى مزيد الوقوف يرغبُ إلى الأطول والأكبر، ومن أعجَلَه الوقتُ عنه يقتصر على الأقصر والأصغر. ثم سألني بعضُ إخواني أن أُملي عليهم المجموع الثاني فافتتحته مستعينًا بالله. انتهى.

ورُتِّب (٢) كترتيب "الجامع الصغير"، وله: آدابٌ واختياراتٌ أُخر نبَّه عليه (٣) الشُّرَّاح (٤).


(١) علق المؤلف في هذا الموضع بقوله: "لم يطلع عليه أحد من أهل الروم".
(٢) في م: "ورتبه"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "عليها"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) كتب المؤلف في الصفحة (٢١٥ ب) من نسخته المسودة تعليقًا طويلًا تناول فيه بعض منهج صاحب الهداية، لم ينقله من نسخ المسودة من نساخ المخطوطات، ولا ذكره ناشرو الطبعتين الأوربية والتركية على غير عادتهما مع أهميته، وقد أجحف التصوير بألفاظ يسيرة منه وهذا نصه:
"قيل: من دأب صاحب الهداية أنه إذا قال: الحديث محمول على المعنى الفلاني، يريد: قد حمله على هذا المعنى أئمة الحديث، وإذا قال نحمله يريد أنه يحمله على هذا المعنى لا أهل الحديث.
ومنه أنه يقول: لما بيّنا في الدليل العقلي، ولما تلونا في الدليل الثابت بالكتاب، ولما رَوَينا في الثابت بالسنة، وللأثر في الثابت بقول الصحابي. وقد لا يُفرّق بين الأثر والخبر ويقول فيهما: لما روينا ولما ذكرنا فيما هو أعم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>