وأما قوله:"ومختصره: جذوة المقتبس لأبي عبد الله محمد بن فتوح
الأزدي الحميدي" فهو غلط محض وقول فاسد، فإن كتاب الحميدي لا علاقة له بكتاب أبي مروان حيان بن خلف من قريب أو بعيد، فإن الحميدي ألف هذا الكتاب بناءً على طلب من أحد البغداديين، فبادر إلى ذلك وكتب هذا الكتاب مما توفر له من المصادر وما أسعفه به حفظه، وقد ذكر فيه أبا مروان حيان بن خلف فقال (ص ٢٩٠): حَيّان بن خلف بن حسين بن حيان، أبو مروان القرطبي، صاحب التاريخ الكبير في أخبار الأندلس وملوكها، وله حظ وافر من العلم والبيان وصدق الإيراد. ذكره أبو محمد علي بن أحمد وأثنى عليه، وأدركناه بزماننا".
وأما كتاب "المقتبس" الذي ذكره نقلا من كتاب "مرآة الجنان" لليافعي الذي ذكره عرضًا في حوادث سنة ٣٢ هـ حيث قال (١/ ٧٣): "وذكر الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب المقتبس، قال: قتل عبيد الله بن معمر التيمي لأربعين سنة برستاق من رساتيق اصطخر … إلخ، ثم ذكره في مواضع من كتابه ناقلا منه (١/ ٢٦٣، ٢٨٢، ٢٨٤ و ٢/ ٤٨، ٤٩). وهو كتاب في أخبار النحويين البصريين ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٦/ ٢٥٨٤ وقال: المقتبس في أخبار النحويين البصريين".
أما مختصره الذي سَمّاه "نور المقتبس"، بل وكتب في الحاشية: "ونور المقتبس من الكتب التواريخ"، هكذا بخطه، وصوابه: "نور "القبس" وهو الذي أكثر النقل منه ياقوت في معجم الأدباء، وقد حققه صديقنا العلامة الألماني رودولف زلهايم، ونشره في فيسبادن سنة ١٩٦٤ م.
ولا يشك من له أدنى معرفة بهذا العلم عدم وجود أي علاقة بين هذه الكتب الثلاثة، كتاب أبي مروان حيان بن خلف، وكتاب الحميدي، وكتاب محمد بن عمران المرزباني، نسأل الله العافية!
• ٧/ ٥٦٠ (١٧٨٠٥ م)
قال:"المقتبس: لابن حماد الأندلسي، توفِّي سنة … اختصر فيه كتابه الكور على الدور والأمد على الأبد".