للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلنا هكذا جاء عنوان الكتاب، وهو منقول من بغية الوعاة للسيوطي ١/ ٣١ وإن غيّره محققه إلى: "المنقذ في "الإيمان وقال في تعليق له في الأصل: "من"، وما أثبته من ياقوت وإنباه الرواة ٣١٣٣ والفهرست ٨٣". وهكذا جاء في تلك الكتب الفهرست للنديم ١/ ٢٥٦ (ط. الفرقان)، ومعجم الأدباء ٥/ ٢٢٣٨، وإنباه الرواة ٣/ ٣١٣، وكلهم - وهم محققون أفاضل - ضبطوا "الإيمان" بكسر الهمزة، ولا معنى لهذا الضبط، بل هو غلط محض إذا عرفنا موضوع الكتاب، ورحم الله ياقوت بن عبد الله الحموي الذي قال: "يشبه كتاب الملاحن لابن دريد إلا أنه أكبر منه وأجود وأتقن"، وكتاب ابن دريد مطبوع منتشر مشهور، وهو في "الأيمان" لا في "الإيمان"، لأنَّ كل فقرة منه تبدأ بـ "والله" إذ يحلف الحالف بشيء ويضمر غيره، قال ابن دريد في أول كتابه: "هذا كتاب ألفناه ليفزع إليه المُجبر على اليمين المُكره عليها، فيعارض بما رسمناه ويضمر خلاف ما يظهره ليسلم من عادية الظالم ويتخلص من جنف الغاشم وسميناه كتاب الملاحن … ومعنى قولنا الملاحن، لأنَّ اللحن عند العرب: الفطنة، ومنه قول النبي : "لعل أحدكم ألحن بحجته، وذلك أن أصل اللحن أن تريد الشيء فتورّي عنه بقول آخر … إلخ".

ومن هنا فإن وجود حرف الجر "من" أجود من حرف الجر "في" الوارد في الفهرست للنديم، ومعجم الأدباء، وإنباه الرواة وغيرها، وربما غيرها النساخ أو المحققون حينما ظنوا أنَّ الكتاب في "الإيمان" إذ كيف يكون منقذًا من الإيمان؟ فغيروها إلى "في" ليتسق مع فهمهم، وقد جاء "المنقذ من الأيمان" في معجم البلدان" ٣/ ٢٤٧ الذي قال: "وبالبطيحة من أرض كسكر قرية تسمى سمرقند أيضًا، ذكره المفجع في كتاب المنقذ من الأيمان في أخبار ملوك اليمن … إلخ. وهذا دليل قوي على أنَّ ياقوت بن عبد الله الحموي كتبه بحرف الجر "من" في معجم الأدباء" فَغُيِّر إلى "في"، وكذلك ما نقله الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات عن ياقوت في الأدباء فذكره "المنقذ من الأيمان" (١/ ١٢٩) وإن جاء نوع تحريف في المطبوع: "المتقدمين في الأيمان"، فلفظة "المتقدمين" هي "المنقذ من"،

<<  <  ج: ص:  >  >>