هكذا ذكر أنه تلميذ المرغيناني، وكيف يكون ذلك والمرغيناني توفي قبل أن يولد الصغناقي بدهر، فهذا ذهول شديد سببه عدم فهم لما ذكره السيوطي في بغية الوعاة الذي ينقل منه، قال السيوطي (١/ ٥٣٧): "الحسين بن علي، الشيخ حسام الدين السِّغناقي الحنفي: كان عالمًا فقيها نحويًا جدليًا. أخذ عن عبد الجليل بن عبد الكريم، صاحب "الهداية" وغيره في الدرر. وهو أول من شرح "الهداية"، وله شرح المفصل، ذكر في أوله أنه قرأه على حافظ الدين البخاري سنة ست وسبعين وست مئة"، فلما وجد "أخذ عن عبد الجليل بن عبد الكريم صاحب الهداية"، ظن أنه تلميذ صاحب الهداية، ولم يفطن إلى أنَّ اسم الذي أخذ عنه ليس المرغيناني وإنما "عبد الجليل بن عبد الكريم". ومن أسباب ذلك سوء تعبير السيوطي في بغية الوعاة حين قال:"صاحب الهداية"، وكأنه أراد أنَّ السغناقي صاحب الهداية، فتكون لفظة "صاحبُ" بالرفع، وأراد صاحب "شرح الهداية". ومثل هذا التعبير يستعمل مجازًا عند ذكر السغناقي فيقال:"صاحب الهداية"، قال السخاوي في ترجمة العلامة أحمد بن محمد بن محمد، جلال الدين أبي الطاهر الأخوي:"وكانت مدة إقامته بخوارزم اثنتي عشرة سنة ونيّفًا وزار فيها من العلماء والمشايخ كالنجم الكُبرى والحسام السِّغناقي صاحب الهداية … المدفونين بجوار صاحب الكشاف"(الضوء اللامع ٢/ ١٩٧).
ومع ذلك فإن عبارة السيوطي عرجاء ملبسة إذ لو قال:"صاحب شرح الهداية" لكان أحسن، فالتصقت "صاحب" بعبد الجليل بن عبد الكريم، ولم ينتبه المؤلف أنه غير المرغيناني لقلة معرفته بسير العلماء، فصار السِّغناقي تلميذًا لصاحب الهداية!!
وإنما أخذ السَّغناقي "الهداية" من شيخه فخر الدين المايرغي، محمد بن محمد بن إلياس تلميذ الكردري، فروى "الهداية" عنه، عن الكردري عن مصنفها المرغيناني كما في الجواهر المضية ٢/ ١١٥.