للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السُّور فإنّه لكونه ممَّن صَفَتْ مِرأَةُ قَلبه وتعرَّضَ لنَفَحاتِ ربِّه تَسامح فيه وأعرَضَ عن أسبابِ التَّجريح والتَّعديل، ونَحا نحوَ التَّرغيبِ والتَّأويل عالمًا بأنها ممّا فاهَ صاحبه بزُورٍ، ووَلَّى (١) بغُرور، والله عليمٌ بِذَاتِ الصُّدور.

ثم إِنَّ هذا الكتابَ رُزِقَ من عندِ الله بحُسنِ القَبولِ عندَ جُمهور الأفاضل والفُحولِ، فَعَكَفُوا عليه بالدَّرس والتَّحشيةِ، فمنهم من علَّقَ تعليقةً على سُورةٍ منه، ومنهم من حَشَّى تحشيةً تامّةً، ومنهم مَن كَتَبَ على بعضٍ مَواضِعَ منه. أما الحاشيةُ التامة عليه فكثيرةٌ، منها:

١٩٤٣ - حاشيةُ العالم الفاضِلِ مُحيي الدين محمد (٢) ابن الشَّيخ مصلح الدِّين مُصطفى القوجويّ، المتوفى سنة إحدى وخمسين وتسع مئة (٣).

وهي أعظم الحواشي فائدةً، وأكثرها نفعًا، وأسهلها عِبارةً، كتبها أولًا على سبيل الإيضاح والبيانِ للمُبتدئ في ثماني مجلدات، ثم استأنفها ثانيًا بنوع تصرُّفٍ فيه، وزيادة عليه، فانتشر هاتان النسختانِ، وتلاعب بهما أيدي النساخ، حتى كاد أن لا يفرَّقَ بينهما.

١٩٤٤ - ولبعض الفضول منتخب تلك الحاشية، ولا يخفى أنها من أعزّ الحواشي وأكثرها قيمةً واعتبارًا، وذلك لبَرَكَةِ زُهَدِه وصَلاحِه.

١٩٤٥ - وحاشيةُ العالم مصلح الدِّين مصطفى (٤) بن إبراهيم، المشهور بابن التّمجيد، معلِّم السلطان محمد خان الفاتح.


(١) في م: "بزور ودلى"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) ترجمته في: الشقائق النعمانية، ص ٢٤٥، والكواكب السائرة ٢/ ٥٨، وشذرات الذهب ١٠/ ٤٠٩.
(٣) هكذا بخط المؤلف وهو خطأ، صوابه: سنة خمسين وتسع مئة.
(٤) توفي بعد سنة ٨٤٢ هـ، ترجمته في: الشقائق النعمانية، ص ٦٢، وسلم الوصول ٣/ ٣٣٣، وهدية العارفين ٢/ ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>