وأورد بعده أثرين، إلى (ل: ٤١٧/ ب)، ثم قال:«فرغ من تعليقه إبراهيم بن عثمان .. » إلى آخره، ثم سماع للكتاب بكامله.
وهذا الخلط في ترتيب الأجزاء لا أدري من أين منشؤه، ولا يُقال تقدَّمت أوراق وتأخرت أوراق؛ لأنَّ ما ذكرته من وصف لبداية الأجزاء كان كلُّه في وسط الصفحات، والكلام متتابع متناسق، لم يختلَّ باختلال ترتيب الأجزاء، والله أعلم بحقيقة الحال.
التنبيه الثاني:
من خلال معايشتي لهذه المشيخة، ونسخي لها كاملة تبيَّن لي أن ثمَّة خلط صار في أوراق الكتاب، فتقدَّمت أوراق وتأخرت أخرى، بل تقدَّمت صفحات من لوحات على أخرى، فنظرت فيها مليًّا، واستعنت بالله فأعدتُّ ترتيبها ترتيباً متناسقاً.
مميزات نسخة الأصل:
نسخة ابن درباس نسخة متقنة، اعتنى ناسخها وهو عالم، وله إجازة من السِّلفي بضبطها وإتقانها، وظهرت فيها أمارات العناية والإتقان من جهات كثيرة.
١ ـ الناسخ عالم فاضل محدِّث، عارف بأصول النسخ وقواعده، استعمل الكثير منها في هذه النسخة، كما سيأتي بيانه.
٢ ـ أنَّ النسخة منسوخة من أصل متقن، عليه سماع من السِّلفي، وهي نسخة حماد الحراني.
وهو حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضل أبو الثناء الحراني التاجر السَّفَّار.
وثَّقه ابن نقطة، وكان محدِّثاً، خرَّج وأفاد، سمع من السِّلفي وغيره (١).
(١) انظر: التقييد لابن نقطة (ص ٢٥٨)، ذيل طبقات الحنابلة (٣/ ٤٣٤)، السير (٢١/ ٣٨٥).