وقال الطبراني: «لم يرو هذه الأحاديث (ومنها حديثنا هذا) عن زافر بن سليمان إلاَّ عصمة بن المتوكل». قلت: وهذا الإسناد مسلسلٌ بالضعفاء. ـ عصمة بن المتوكل قال عنه العقيلي: «قليل الضبط للحديث يهم وهماً». وقال أحمد: «لا أعرفه». انظر: الضعفاء للعقيلي (٣/ ٣٤٠). ـ وزافر بن سليمان صدوق كثير الأوهام كما في التقريب. ـ وجابر هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف كما في التقريب. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ١٢٢) من طريق مالك بن سليمان، عن هيَّاج بن بسطام، عن خالد الحذاء به. وفيه مالك بن سليمان وهو ضعيف. انظر: اللسان (٥/ ٤). وهياج بن بسطام ضعيف أيضاً كما في التقريب. وللحديث طريق آخر عن أنس، أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٢٩٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٦١)، والبيهقي في الشُّعب (١٠/ ١١١) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير ابن محمد، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أنس مرفوعاً بلفظ: «من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، وعبد الرحمن هو ابن عقبة الأزرق مدني ثقة مأمون». قلت: وسنده ضعيف، فيه زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني، وهو ثقة إلاَّ أنَّ رواية الشاميين عنه منكرة. قال الأثرم: «سمعتُ أبا عبد الله وذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد قال: يروون عنه أحاديث مناكير هؤلاء، ثم قال لي: ترى هذا زهير بن محمد الذي يروون عنه أصحابنا؟! ثم قال: أما رواية أصحابنا فمستقيمة، عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح، وأما أحاديث أبي حفص ذاك التِّنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا، فأما بواطيل فقد قاله». تهذيب الكمال (٩/ ٤١٧) قلت: وعمرو بن أبي سلمة الراوي عنه هنا هو أبو حفص التنيسي. وقال أبو حاتم: «محله الصدق وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه … فما حدَّث من كتبه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط». الجرح والتعديل (٣/ ٥٩٠). وقال البخاري: «ما روى عنه أهل الشام ففيه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنَّه صحيح». تهذيب الكمال (٩/ ٤١٨). فالسند إلى عبد الرحمن بن زيد لا يصح، بل هو منكر، فلا تصح متابعته ليزيد الرقاشي، فيبقى الحديث على ضعفه. والحديث حسنه الألباني في الصحيحة رقم: (٦٢٥)، ولم يذكر من الطرق إلَّا ما تقدَّم، وفي تحسينه نظر لما سبق بيانه، والله أعلم.