(٢) اسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر، وورد في بعض طرق الحديث تسميته بربيعة بن أبي مسلم، وجزم به أبو نعيم في معرفة الصحابة، وذكره الخطيب في الموضح (١/ ٨٥) وجزم بأنَّه حبيب بن الشهيد، وهذا الظاهر، فربيعة كنيته أبو عبد الرحمن، ومن سمَّى أبا مرزوق بربيعة فلم يعرف اسمَه، وكلاهما مصري تجيبِي في عصر واحد، يشتركان في بعض الشيوخ والتلاميذ. انظر: تعليق المعلمي على الموضح (١/ ٨٦). (٣) حسن لغيره. وأخرجه البزار في مسنده (٦/ ٢٩٧) عن يحيى بن خلف أبي سلمة، عن عبد الأعلى به، إلاَّ أنَّه قال: (عن أبي الحسن) بدل (أبي مرزوق)، وكذا هو في النسخة الخطية (الخزانة العامة)، وعلى كلمة الحسن لَحَق، ولم يتبيَّن لي من سوء التصوير، ولعل (أبي الحسن) تصحيف، فالحديث معروف من حديث أبي مرزوق، والله أعلم، ورواية عبد الأعلى ذكرها أيضاً أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٦) تعليقاً. وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه إلاَّ رويفع بن ثابت وحده، فإسناده حسن». وتابع عبد الأعلى السامي على هذا الإسناد المنقطع: ـ يحيى بن زكريا عند أحمد في مسنده (٢٨/ ١٩٩)، والبغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٨١). ـ عبد الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة في المصنف (٤/ ٢٨)، (٧/ ٣٩٤). ـ زهير بن معاوية عند البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٨٠). وقال البغوي: «هكذا حدَّث به ابن أبي زائدة نقص من إسناده حنشاً، وحدَّث به زهير بن معاوية، عن ابن إسحاق نقص منه أيضاً حنشاً». وخالفهم جماعة أكثر منهم عدداً، فرووه عن ابن إسحاق، عن أبي مرزوق (ومنهم من سماه ربيعة بن أبي سليم)، عن حَنش، عن رويفع، منهم: ـ محمد بن سلمة، عند أبي داود في السنن (٢/ ٦١٥) (٢١٥٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٤٤٩). ـ وأبو معاوية، عند أبي داود في السنن (٢/ ٦١٦) (٢١٥٩)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٤٤٩). ـ وإبراهيم بن سعد، عند أحمد في مسنده (٢٨/ ٢٠٧)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٣٨). ـ وعبد الله بن المبارك، عند ابن سعد في الطبقات (٢/ ٨٨)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٠٦٥، ١٠٦٦) إلاَّ أنَّه قال: عن فلان الجيشاني أو أبي مرزوق. ـ وزهير بن معاوية، عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٥)، وتقدَّم أنَّه مِمَّن رواه ناقصاً. ـ أحمد بن خالد الوهبي، عند الطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٢٦)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٣٨). ـ يونس بن بكير، عند البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ١٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٣٦) إلاَّ أنَّه سمَّى الصحابي أبا رويفع الأنصاري، قال البيهقي: «قال غيرُه رويفع بن ثابت، وهو الصحيح». كلُّ هؤلاء رووه عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش الصنعاني، عن رويفع، وهذا هو الصواب، ويؤيِّده أنَّ جماعةً رووه عن أبي مرزوق فذكروا بينه وبين رويفع حنشاً. أخرجه ابن الجارود في المنتقى (٣/ ٥٣)، والطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٢٧، ٢٨)، وفي الأوسط (٣/ ٢٩٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٤)، والخطيب في الموضح (١/ ٨٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٤٢) من طريق جعفر بن ربيعة. وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ١١/ ١٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٣) من طريق يحيى بن أيوب. والطبراني في المعجم الكبير (٢/ ٢٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٣)، وابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٢١٦) من طريق نافع بن يزيد، كلُّهم عن أبي مرزوق (وبعضهم سماه ربيعة)، عن حنش الصنعاني به. وأخرجه البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٨٠) من طريق عبيد الله بن جعفر، عن أبي مرزوق إلاَّ أنَّه لم يذكر فيه حنشاً، لكن الإسناد رواه البغوي من طريق زهير بن معاوية، عن ابن إسحاق، عن يزيد وعبيد الله بن جعفر، فلعل أحد الرواة حمل رواية ابن جعفر على رواية يزيد المتقدِّمة فلم يذكر حنشاً، والله أعلم. وأخرجه أحمد في مسنده (٢٨/ ٢٠٢)، والطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٢٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٦٦) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن حنش به. وجملة القول أنَّ إسناد المصنف منقطع بين أبي مرزوق ورويفع، وجاء متصلاً من طرق أخرى صحيحة، والله أعلم. تنبيه: أخرج الترمذي هذا الحديث في الجامع (٣/ ٤٣٧) (١١٣١) من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن ربيعة بن سليم، عن بسر بن عبيد الله، عن رويفع، وقال: «حسن». قلت: وهذا السند مخالف لما تقدَّم، فالواسطة بين ربيعة (وهو أبو مرزوق) ورويفع هو حنش، وكذلك رواه يحيى بن أيوب كما تقدَّم، لكن لعل هذا الخلط منه، ففي حديثه بعض الاضطراب.