للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الأنباري: قال الفرَّاء (١) وأبو عَمرو الشيباني (٢) وأبو عُبيد (٣): «يَتَخَوَّلُهم: يَتَعَهَّدُهُمْ وَيُصْلِحُ شَأْنَهُمْ، وَأَيَّدَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ قَوْلَهُمْ، فَقَالَ: يَتَخَوَّلُهُمْ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ العَرَبِ فُلَانٌ خَائِلُ مَالٍ وَخَالُ مَالٍ، إِذا كَانَ (٤) يُصْلِحُهُ، وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَ المُتَفَقِّدَ لِمَالِهِ الخِوَالِيَّ (٥).

وقال أبو عَمرو بن العلاء: الصَّحِيحُ يَتَحَوَّلُهُمْ بالحَاءِ، يَعْرِفُ حَالَاتِ نَشَاطِهِمْ لِلوَعْظِ فيَعِظُهُمْ فِيهَا (٦).

قَال الأصمعيُّ: الصَّوَابُ يَتَخَوَّنُهُمْ بالنُّونِ، وَمَعْنَاهُ يَتَعَهَّدُهُمْ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:

لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ … دَاعٍ يُنَادِيهِ باسْمِ المَاءِ مَبْغُومُ (٧).


(١) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور أبو زكريا الأسدي الكوفي الفراء النحوي، توفي سنة (٢٠٧ هـ).
قال الخطيب: «كان ثقة إماماً».
انظر: تاريخ بغداد (١٤/ ١٤٩)، السير (١٠/ ١١٨).
(٢) إسحاق بن مرار.
(٣) القاسم بن سلام.
(٤) (كان) ساقطة من (ف).
(٥) في غريب الحديث (١/ ١٢٠) لأبي عبيد: (الخولي)، وقال ابن فارس: «فلانٌ خوْلِيُّ مال إذا كان يُصلحه». معجم مقاييس اللغة (٢/ ٢٣٠).
وانظر: القاموس المحيط (٣/ ٣٨٣)، لسان العرب (١١/ ٢٢٥)، أعلام الحديث (١/ ١٩٤)، غريب الحديث (٢/ ٤٣٧) للخطابي، النهاية (٢/ ٨٨).
(٦) ذكره عنه أبو عبيد في غريب الحديث (١/ ١٢٠)، وتصحَّفت الحاء إلى الخاء المعجمة في تصحيفات المحدثين (١/ ١٥٥)، وقال الحافظ ابن حجر: «والصواب من حيث الرواية الأولى، فقد رواه منصور، عن أبي وائل كرواية الأعمش، وإذا ثبتت الرواية وصحَّ المعنى بطل الاعتراض». فتح الباري (١/ ١٩٦).
(٧) ذكره أبو عبيد عن الأصمعي، وقال: «لم يعرفها الأصمعي»، وكذا ذكره ابن الأثير عنه في النهاية (٢/ ٨٨).
ونقل العسكري في تصحيفات المحدثين (١/ ١٥٤) عن الأصمعي أنَّه يجيز الوجهين جميعاً، وذكر هنالك قصة وقعت بين أبي عمرو بن العلاء والأعمش في ضبط هذه الكلمة، وقال أبو عمرو: «يتخوَّنهم» وأسكت الأعمشَ، وقال الأصمعي: «قد ظلمه أبو عمرو، يُقال: يتخوَّلنا ويتخوَّننا جميعاً … ».
والبيت المذكور لذي الرمَّة، كما في ديوانه (١/ ٣٩٠ ـ شرح أبي نصر الباهلي)، وغريب الحديث (١/ ١٢٠)، وتصحيفات المحدثين (١/ ١٥٢).
والمراد لا يرفع هذا الولد العين إلاَّ ما تعاهده، وقوله (باسم الماء) حكى صوت الظبي، يقول: إذا قالت أمه ما ما، رفع طرفه، و (ماء) يحكي بها صوتها، والبغام صوت الظبية. انظر: شرح أبي نصر الباهلي صاحب الأصمعي على ديوان ذي الرمة (١/ ٣٩٠، ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>