كذَّبه أبو حاتم والساجي، ووهَّاه غيرُهم. انظر: الجرح والتعديل (٣/ ١٨٣)، الكامل (٢/ ٣٨٩)، الأسامي والكنى (١/ ١١٩)، الميزان (٢/ ٨٤)، اللسان (٢/ ٣٢٤). (٢) ضعيف. أخرجه ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٩١) عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق، عن السريِّ بن عاصم به. وسنده واه؛ السري بن عاصم وحفص بن عمر متَّهمان بالكذب. وللحديث طريق آخر أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ١٩٩) من طريق هشام بن عبد الملك، عن بقية بن الوليد، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع به نحوه. وقال: «غريب من حديث عبد العزيز، لم نكتبه إلاَّ من حديث بقية». قلت: أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص ١٠٩، ١١٠) عن العباس بن أحمد الحمصي، عن كثير بن عبيد، ثنا بقية، ثنا ابن أبي رواد، به نحوه. وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن حديث رواه بقية، حدَّثني ابن أبي رواد (وذكره)، فقال: هذا حديث باطل، ليس من حديث ابن أبي رواد». علل الحديث (٢/ ٢٩٤). وقال أبو زرعة الرازي: «ليس له أصل، لم يسمع بقيَّة هذا الحديث من عبد العزيز، إنَّما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يُميِّزون هذا». علل الحديث (٢/ ٣٣٢). قلت: بقيَّة معروف بالتدليس، وتصريحه هنا بالسماع فيه نظر؛ لأنَّ الرواي عنه كثير بن عُبيد حمصي، وقول أبي زرعة: (أهل حمص لا يُميِّزون هذا) مقصوده أنَّهم يتساهلون في صيغة التحديث، فيُصرِّحون بلفظ (حدَّثنا) ولو عنعن الراوي. ولم يلتفت الألباني إلى هذا التعليل، وذهب إلى أنَّ الحديث حسن من هذا الطريق، كما في الصحيحة (٢/ ٤٥٨) (٨١٦). قلت: وما ذهب إليه أبو زرعة هو قول أبي حاتم والإسماعيلي وغيرهما، قال الإسماعيلي: «فإنَّ عادة الشاميين والمصريين جرت على ذكر الخبر فيما يروونه، لا يطوونه طيَّ أهل العراق»، قال ابن رجب: «يشير إلى أنَّ الشاميين والمصريين يُصرِّحون في رواياتهم ولا يكون الإسناد متصلاً بالسماع، وقد ذكر أبو حاتم الرازي عن أصحاب بقية بن الوليد أنَّهم يصنعون ذلك كثيراً». فتح الباري لابن رجب (٣/ ٥٤). وللحديث طرق أخر عن نافع، لكنها واهية. انظر: علل الحديث (٢/ ٣٣٢)، الصحيحة (٢/ ٤٥٩).