للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٩١٣] أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا أبو بكر العلاَّف (١):

يَا هِرُّ! بعْتَ الحَقَّ بالبَاطِلِ … وَكُنتَ لَا تَصْفَى إِلَى عَاذِلِ

كَمْ طَائِرٍ أَثكَلْتَهُ فَرْخهُ … ولَمْ تمثُلْ حُرْقَةَ الثَّاكِلِ

إذا أَتَيْتَ الفَرْخَ مِنْ خَارِجٍ … طَارَتْ قُلُوبُ الطَّيْرِ مِنْ دَاخِلِ

عِلْماً بمَا تَفْعَلُ في فَرْخِهَا … فَهْيَ عَلَى خَوْفٍ مِنَ الفَاعِلِ

مِلْتَ عَنِ الفَأْرِ إِلَى صَيْدِهَا … فَمَالَ صَرْفُ الدَّهْرِ بالمَائِلِ

قَدْ كُنتَ لَا تَغْفُلُ عَنْ أَكْلِهَا … وَلَمْ يَكُنْ رَبُّكَ بالغَافِلِ

فانْظُرْ إِذا عُوقِبْتَ مِنْ بَعدِ ذا (٢) عُقُوبَةَ المَأْكُولِ بالآكِلِ

مَا زِلْتَ يَا مِسْكِينُ مُسْتقتَلاً … حَتَّى لَقَدْ عُيِّنْتَ لِلْقَاتِلِ

كُنْ أَنتَ لِلرَّحْمَةِ مُسْتَأْهِلاً … إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنكَ بمُسْتَأْهِلِ (٣).

[٩١٤] حدثنا محمد بن عثمان بن الحسن المعدِّل (٤)، نا محمد بن جَعفر بن درَّان بمصر، نا محمد بن يحيى البصري (٥)، نا علي بن الصبَّاح (٦) قال: «سأل أبو الحرب جُمَير دَعبلَ بنَ


(١) الحسن بن علي بن أحمد بن بشار الشاعر المعروف بابن العلاف.
(٢) في المختار من ذيل تاريخ بغداد: (فانظر إلى ما صنعت بعد ذا).
(٣) أورده السمعاني في ترجمة أحمد بن علي بن عبيد الله أبو طاهر المقرئ من ذيل تاريخ بغداد (ل: ٦٩/ أ، ب ـ المختار منه) قال: «أنشد بسنده إلى الحسن بن علي بن سيار العلاف يرثي الهر».
ولأبي بكر ابن العلاف قصيدة أخرى في رثاء قطه على قافية الدال، في خمسة وستين بيتاً، انظرها في وفيات الأعيان (٢/ ١٠٩)، نكت الهميان (ص ١٤٠)، السير (١٤/ ٥١٥).
(٤) أبو الحسن القاضي النَّصيبي.
كذبه الأزهري، وضعفه البرقاني وتكلم فيه، وقال حمزة الدقاق: «سمعت من القاضي النصيبي تاريخ أبي زرعة، وكان سماعه إياه صحيحاً … وكان أمر النصيبي في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيماً، ثم فسد بعد ذلك … فروى للشيعة المناكير ووضع لهم أحاديث».
انظر: تاريخ بغداد (٣/ ٥١)، الميزان (٥/ ٨٩)، اللسان (٥/ ٢٨١).
(٥) أبو سليمان القزاز.
(٦) لعله ابن الفرات الكاتب، توفي سنة (٢٦١ هـ). انظر: تاريخ بغداد (١١/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>